بعد مرور أسبوع على تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تصاعدت حدة التهديدات الأميركية والإسرائيلية بالبحث عن “خطط بديلة”، وذلك عقب رفض حركة “حماس” لمقترح الهدنة المحتملة التي تمتد إلى 60 يوماً.
جهود الوساطة مستمرة
تزامنت التصريحات الأميركية والإسرائيلية حول الهدنة مع جهود مصرية قطرية متواصلة لإعادة إحياء المفاوضات، يرى خبراء أنها تهدف إلى الضغط على “حماس” للقبول بالمقترح دون تعديلات، أو مواجهة تصعيد عسكري غير مسبوق.
ويتوقع الخبراء أن تنجح جهود الوساطة في إنقاذ المحادثات والتوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في غزة.
خطط إسرائيلية بديلة
منذ إعلان واشنطن ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانسحاب من مفاوضات الدوحة في 24 يوليو/تموز، تصاعد الحديث عن خطط “بديلة”، بما في ذلك احتلال أراضٍ جديدة في غزة في حال فشل المفاوضات.
تشمل “الخطط البديلة” أيضاً التلويح باغتيالات لقادة “حماس” أو ملاحقتهم بالعقوبات المالية.
مقترح ضم أراضٍ
كشفت صحيفة “هآرتس” عن اتجاه نتنياهو لعرض خطة على مجلس الوزراء المصغر لضم أراضٍ في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في حكومته.
وبحسب الخطة، ستمنح إسرائيل “حماس” مهلة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار، وإذا لم توافق، ستبدأ في ضم أراضي القطاع، وذلك وفقًا لضوء أخضر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
تحذيرات فلسطينية
حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من الضم التدريجي لقطاع غزة، معتبرةً إياه مقدمة للتهجير وتقويض فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلنا عودة فريقهما من الدوحة بهدف التشاور ودراسة “خيارات بديلة” لعودة الرهائن.
تهديدات متبادلة
قال ترمب: “أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمرٌ سيئ للغاية. لقد وصل الأمر إلى حدٍّ يُجبرنا على إنهاء المهمة”.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بفتح “أبواب الجحيم في غزة” إذا لم تفرج “حماس” عن الرهائن المحتجزين.
خيارات إسرائيلية مطروحة
تتضمن الخيارات الإسرائيلية المطروحة احتلالاً كاملاً للقطاع، وفرض حصار شامل، أو تقديم دعم أميركي مباشر لعمليات كوماندوز لتحرير المخطوفين، وممارسة ضغوط على قطر ومصر وتركيا لطرد قادة الحركة.
إضافة إلى ذلك، قد يتم منح إسرائيل الضوء الأخضر لاستهداف قيادات التنظيم في الخارج، إلا أن هذا السيناريو يبدو بعيداً وفقًا لـ”القناة 12″ الإسرائيلية.
تفاؤل أميركي حذر
رغم تلك الخطط، صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنه تم إحراز “تقدم كبير” في المفاوضات، وأنهم “باتوا قريبين جداً” من اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
تحليل الخبراء
يرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن طرح خطط بديلة، مثل مخطط الضم، يعني انهيار المفاوضات، ويعكس محاولة لتفجيرها أو تحقيق مكاسب في اللحظات الأخيرة.
بينما يرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع أن هذه الأحاديث تشير إلى أن المسار الحالي لم يحقق النتائج المرجوة، وقد نشهد محاولات لاستخراج الرهائن عسكرياً أو استكمال احتلال غزة والضغط على قيادة “حماس” في الخارج.
جهود الوساطة مستمرة
تواصلت تطمينات الوسيطين المصري والقطري خلال هذا الأسبوع باستمرار المفاوضات “المعقدة”، إضافة إلى لقاءات مصرية عربية أوروبية في نيويورك تناولت أهمية وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد الوسيطان التزامهما الكامل بمواصلة المفاوضات وبذل الجهود لسرعة التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
تحركات دبلوماسية
بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظرائه العرب والغربيين آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على القطاع.
فيما غادر وفد “حماس” المفاوض الدوحة متوجهاً إلى تركيا لبحث “آخر التطورات” بعد تعثر المفاوضات.
توقعات مستقبلية
يرى أنور أن الوسيطين المصري والقطري يبذلان كل الجهود لمنع الدخول في تعثر جديد ويتمسكان بالمحادثات، مؤكداً أن التفاوض هو الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة.
ويعتقد مطاوع أن التصريحات المصرية القطرية محاولة لإنقاذ المفاوضات لإدراك الوسيطين خطورة الخروج عن هذا المسار، متوقعاً أن يدفع الضغط الأميركي “حماس” لقبول المقترح كما هو دون تعديلات.