تطرق وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، في مقابلة مع برنامج “أبعاد روسية”، إلى رؤيته لخطة السلام المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، موضحًا جوانبها المختلفة.
أبعاد الخطة
خطة ترامب تتضمن ما بين 20 إلى 22 نقطة، مما يعكس تعقيدها وكثرة العناصر المدرجة فيها. ويؤكد فهمي أن أي خطة تحتوي على عناصر متعددة قد تكون صعبة التنفيذ.
أشار فهمي إلى أن البداية تتضمن وقف الأعمال العدائية والعنف، بينما النهاية تتعلق بتحقيق تطلعات الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهو ما يظهر من خلال النقطة الأخيرة في الخطة.
تفاصيل غامضة
على الرغم من وجود العناصر الأساسية في الخطة، إلا أن كثيرًا من التفاصيل تبقى غير واضحة. يتحدث فهمي عن انسحاب إسرائيلي غير محدد، وعن غياب إطار زمني ينظم هذا الانسحاب أو تحديدات دقيقة للمناطق المعنية.
كما أبدى الوزير الأسبق مخاوفه من أن غياب جدول زمني واضح قد يؤدي إلى عدم تنفيذ الإلتزامات بشكل فعال، وهو أمر قد يمتد طويلاً في السياق الشرق أوسطي.
اقتراحات للإصلاح
فهمي يرى ضرورة وجود خطة زمنية واضحة، وخطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أهمية وجود التزام حقيقي من الإدارة الأمريكية بتحقيق تلك التطلعات.
وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، تحدث الوزير عن ضرورة إصلاحها، مشيرًا إلى وجود ارتباط غير مباشر بين غزة والضفة الغربية. وأكد على أن التنظيم الفلسطيني يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه غزة.
مشاركة فلسطينية منقوصة
أوضح فهمي أن الخطة قد تشمل شخصيات فلسطينية تكنوقراطية، ولكنها تطرح تساؤلات حول مدى فاعلية هذه الشخصيات في إدارة الأمور، خاصة في ظل الشكوك حول النوايا الإسرائيلية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يجسد حالة انعدام الثقة بين الأطراف، حيث لا يظهر دعمًا حقيقيًا لإقامة دولة فلسطينية، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع.
الموقف العربي
تطرقت الدول العربية، من بينها مصر والسعودية والأردن، إلى ضرورة إنهاء الاحتلال ووقف التهجير، وقد أبدت تفاؤلًا حذرًا بشأن خطة ترامب. وذكر فهمي أن الخطة تتطلب مزيدًا من المناقشات لتحسين شروطها.
بالنسبة للمهلة المحددة بـ 72 ساعة للإفراج عن الرهائن، أكد الوزير أن هذا الجانب يجب أن يتم النظر إليه بعناية، كونه يعتمد على حسن النية من جميع الأطراف.
الاختلافات الحالية
في سياق الوضع الأمني، يرى فهمي أن عمليات النزوح نحو سيناء قد تراجعت، ولكن بسبب استمرار الضغوط، تُبقي الأمور معقدة. يجب على الأطراف جميعها الالتزام الجاد بالخطة لتحقيق السلام.
وفي النهاية، يبقى التساؤل حول دور “حماس” وتجاهلها في تنفيذ الخطط المطروحة، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.