الإثنين 12 مايو 2025
spot_img

ناجون يروون تفاصيل هجوم «الدعم السريع» على زمزم

تعرض مخيم زمزم للنازحين في دارفور لهجوم عنيف من قبل عناصر «قوات الدعم السريع»، مما أدى إلى دمار واسع ونزوح آلاف الأسر. وقد وصفت نجلاء أحمد، التي شهدت الهجوم، كيف تم نهب المنازل وإحراقها بينما كانت تحت وطأة قذائف الطائرات المسيّرة.

فقدت نجلاء معظم أفراد عائلتها خلال محاولتها الهروب، حيث قالت لوكالة «رويترز»: «لسه لهسَّه ما أجو. لا أمي لا أبوي لا أخوي ولا إخواني ولا جدي. جئت مع ناس غرباء». وهي واحدة من ستة ناجين رووا تفاصيل مروعة عن عمليات القتل والحرق خلال الهجوم.

خسائر فادحة

استولت «قوات الدعم السريع» على المخيم الواسع في شمال دارفور بعد عامين من الصراع مع الجيش، وذلك في هجوم وقع قبل أسبوع، وأسفر بحسب تقارير الأمم المتحدة عن مقتل 300 شخص على الأقل ونزوح حوالي 400 ألف آخرين.

ادعت «قوات الدعم السريع» أن المخيم كان يستخدم كقاعدة للقوات الموالية للجيش، في حين نددت المنظمات الإنسانية بالهجوم، مؤكدة أنه استهدف المدنيين الذين يعانون من المجاعة.

الفرار إلى بر الأمان

تمكنت نجلاء من نقل أطفالها إلى بلدة طويلة، التي تبعد 60 كيلومتراً عن زمزم وتحت سيطرة جماعة محايدة. وأكدت أن هذه هي المرة الثالثة التي تضطر فيها للفرار من «قوات الدعم السريع» خلال أشهر قليلة.

خلال رحلتها، شهدت نجلاء حالات وفاة بين الناس بسبب الجوع والعطش، بالإضافة إلى آخرين توفوا متأثرين بجراحهم.

الوضع الإنساني المتدهور

في هذا السياق، نشرت «قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو لعبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات، وهو يعد بتقديم الطعام والمأوى للنازحين، في وقت حساس حيث واجه المخيم نقصًا حادًا في الإمدادات منذ أغسطس.

وذكرت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين أن أكثر من 280 ألف شخص لجأوا إلى طويلة، بينما وصل نحو نصف مليون آخرين منذ بدء النزاع في أبريل.

أعمال وحشية

أفاد رجل من مدينة الفاشر، على بعد 15 كيلومتراً شمال زمزم، بأنه عثر على 24 جثة لم يتم التعرف على أصحابها، قضوا في هجوم على مدرسة دينية.

وأضاف: «بدأوا باقتحام منازل الناس ونهبها… قتلوا بعض الناس… وبعد ذلك فر الناس هاربين في اتجاهات مختلفة. اندلعت حرائق، وكان معهم جنود يحرقون المباني».

كما أفاد رجل مسن بأن «قوات الدعم السريع» قتلت 14 شخصًا في مسجد قريب، حيث لجأ الناس بحثًا عن ملجأ. وقال: «الناس الخائفون يذهبون دائمًا إلى المسجد، لكنهم ذهبوا إلى كل مسجد وأطلقوا النار عليهم».

مقاطع فيديو تثير الصدمة

وتم تداول مقطع مصور، تحقق منه «رويترز»، يظهر مقاتلين يصرخون في وجه مجموعة من الرجال خارج مسجد، يستجوبونهم بشأن مزاعم عن وجود قاعدة عسكرية.

أظهرت مقاطع مصورة أخرى أفراداً من «قوات الدعم السريع» وهم يطلقون النار على رجل أعزل، بينما آخرون ملقون على الأرض. وفي مقطع آخر، يظهر مسلحون يحتفلون حول مجموعة من الجثث، رغم أن «قوات الدعم السريع» قد نفت صحة تلك المقاطع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك