في فوز يعزز طموحاته، حقق حزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، “لا ليبرتاد أفانزا”، انتصارًا كبيرًا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، مما يمهد الطريق لبرنامجه الإصلاحي الطموح.
نقطة تحول سياسي
بأكثر من 40% من الأصوات، تجاوز حزب ميلي سلسلة من النكسات الانتخابية، بينما حلت الحركة البيرونية في المرتبة الثانية بنسبة 31.64%.
يعتبر هذا الفوز “نقطة تحول” في مسيرة ميلي السياسية، مما يعزز موقفه لتنفيذ إصلاحاته الاقتصادية، رغم الحاجة إلى تحالفات برلمانية لتمرير التشريعات.
احتفالات الفوز
في خطاب لأنصاره، أكد ميلي أن “اليوم يبدأ بناء الأرجنتين العظيمة”، معبرًا عن تفاؤله بالمستقبل.
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 67.9%، وهي الأدنى منذ أكثر من 40 عامًا، مما يعكس حالة من خيبة الأمل تجاه الطبقة السياسية.
أول اختبار وطني
تُعد انتخابات التجديد النصفي أول اختبار حقيقي على الصعيد الوطني للرئيس ميلي، الذي أحدث فوزه في انتخابات 2023 تغييرًا جذريًا في المشهد السياسي الأرجنتيني.
حظيت الانتخابات باهتمام عالمي، خاصة مع الوعود بمساعدات مالية كبيرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحليف الأيديولوجي لميلي.
تحديات الإصلاح الاقتصادي
أكد ترامب أن هذه المساعدات مشروطة بنتائج الانتخابات، مشيرًا إلى أن واشنطن “لن تكون بهذا السخاء” في حال خسارة ميلي.
على الرغم من وعود ميلي بأن “الجزء الأصعب انتهى”، يدرك الرئيس الأرجنتيني أن تأثير عمليات الخصخصة قد طال غالبية الأرجنتينيين.
دعم سياسي واجتماعي
تشهد البلاد تجديد نصف مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، حيث لا يمتلك أي طرف أغلبية مطلقة.
حث فاعلون اقتصاديون وجهات مانحة دولية، مثل صندوق النقد الدولي، ميلي على تعزيز الدعم السياسي والاجتماعي لإصلاحاته.
مكافحة التضخم
يعتمد الرئيس الأرجنتيني في إقناع الناخبين على خفض التضخم من أكثر من 200% إلى 31.8% سنويًا، وتحقيق استقرار في الموازنة لم تشهده البلاد منذ 14 عامًا.
لكن هذه التغييرات أدت أيضًا إلى فقدان أكثر من 200 ألف وظيفة، وتباطؤ النمو الاقتصادي الذي انكمش بنسبة 1.8% في عام 2024، وتفاقم التفاوتات الاجتماعية.
آراء متباينة
أعرب ناخب متقاعد عن دعمه للرئيس، معتبرًا أن “الحكومة تحاول إخراج البلاد من الحفرة التي أوقعها بها السابقون”.
انتقد الناخب افتقار ميلي إلى اللباقة، ودعاه إلى “التوقف عن ازدراء أولئك الذين ساعدوه، والحد من سلطة أخته”.
نقد المعارضة
من جهة أخرى، رأى عضو مجلس الشيوخ مارتن لوستو أن “البرنامج الاقتصادي لا يسير بشكل جيد للناس ولا للشركات ولا للصناعة”.
أضاف لوستو “نحتاج إلى مجلس نواب أقل انقساما وأكثر قدرة على الحوار”، داعيًا إلى الوحدة.
مفاوضات ضرورية
تؤكد الباحثة في العلوم السياسية لارا غويبورو أنه “مهما كانت نتيجة الانتخابات، سيتعين على ميلي أن يكون واقعيًا، وأن يتمكن من إجراء مفاوضات تتيح له تمرير قوانينه”.


