الخميس 13 مارس 2025
spot_img

“مو” يعود بموسم ثانٍ يجسد المعاناة الفلسطينية في قالب كوميدي

بعد انتظار دام لأكثر من عامين، يعود المسلسل الكوميدي “مو” إلى منصة نتفليكس بموسم ثانٍ يتميز بالهجاء الاجتماعي والبهجة. يتتبع المسلسل مسيرة عائلة فلسطينية مهاجرة تعيش في الولايات المتحدة، حيث تترقب الحصول على الجنسية الأمريكية منذ أكثر من 20 عاماً.

توقف الموسم الأول عند لحظة حاسمة، حيث وجد البطل “مو” أو محمد النجار المحاصر داخل سيارة شحن متجهة نحو المكسيك، عائقا أمام عودته إلى الولايات المتحدة. أما في الموسم الثاني والمكون -مثل الأول- من 8 حلقات قصيرة، فتشهد الأسرة أخيراً الحصول على الجنسية، لكن “مو” لا يزال عالقًا في المكسيك، حيث يحاول التسلل إلى أمريكا بشكل غير شرعي ويواجه خطر الترحيل.

تميّز الكوميديا

يؤكد صناع العمل محمد عامر ورامي يوسف مرة أخرى على قدرتهم الفائقة في استخراج الكوميديا من المواقف الأكثر جدية. يقدم “مو” نموذجاً متميزاً يُظهِر كيف يمكن للكوميديا معالجة قضايا حساسة وصعبة، متجاوزة كافة أشكال الرقابة.

الحصول على تقييم 100% على موقع Rotten Tomatoes لموسمي “مو” يعد دليلاً إضافياً على نجاح المسلسل، حيث نالت حلقاته إعجاب نسبة كبيرة من المشاهدين، يتضح ذلك من نسبة المشاهدة المرتفعة والتعليقات الإيجابية على منصات التواصل الاجتماعي.

نجاح المحور الروائي

إذا كان الموسم الثاني قد حقق إجماعا بالرغم من الظروف السياسية المعقدة في فترة رئاسة ترمب، فإن تلك الأحداث قد ساهمت في تعزيز جاذبية العمل. تبدو العديد من المواقف الكوميدية في المسلسل أقل عبثية مقارنة بالواقع. يأتي هذا الموسم في وقت حرج يتزامن مع الوضع في غزة والضفة الغربية، بجانب السياسات التمييزية ضد اللاجئين.

يرتبط المسلسل بشخصية “مو” والمواضيع المتعلقة بالهجرة، خاصة مع بطل العمل الذي يعكس قصة فلسطيني يسعى للنجاة عبر المكسيك.

مو وأصالة الإنتاج

لمتابعي الكوميديا الأمريكية، يعد محمد عامر ورامي يوسف من أبرز الكوميديين المختصين في فن الـStand-up. وقد قدم رامي مسلسل “Ramy” الذي نال جوائز عديدة، ليعرض حياة عائلة ذات أصول مصرية في أمريكا.

المسلسل “مو” يأخذ بُعده من تجربة محمد عامر الشخصية، الذي هاجر مع عائلته من الكويت. يجسد المسلسل واقع العائلات بلغة كوميدية مُحكمة تعالج تحديات الانتظار للحصول على الجنسية.

طابع إنساني نقدي

يتضمن المسلسل شخصيات متميزة، مثل فرح بسيسو التي تؤدي دور الأم، وعمر علبة في دور الشقيق الأكبر المصاب بالتوحد. يعمل “مو” على تقديم صورة بانورامية للمهاجرين في هيوستون، مع تقديم شخصيات متنوعة تدلل على المجتمع المتعدد الثقافات.

يبرز المسلسل قدرته على تقديم شخصيات إنسانية معقدة تدعو للمودة والتعاطف، بينما يسلط الضوء على عيوبها. ففي ظل انتقاد الشخصية “مو” لنفسه، يتضح تأثير الفكاهة العربية في تجسيد شخصيته.

قضايا الهوية والمقاومة

على الرغم من الأجواء الكوميدية، فإن المسلسل يعالج قضايا سياسية واجتماعية معقدة مثل الصراع العربي الإسرائيلي، والتمييز العنصري. يدرك “مو” الضغط المجتمعي لتمثيل عائلته ويظهر الجانب المأزوم لرجولته.

يواجه “مو” العديد من الدروس الحياتية، مثل أهمية الصبر والتجاوز، وتعزيز الهوية الفلسطينية، وهو ما يظهر جلياً من خلال الرموز الثقافية مثل الزيتون.

مع نهاية الموسم، تسجل عائلة “مو” عودتها إلى جذورها في فلسطين، حيث تؤكد الصمود على عدم التفريط بجذورها، مما يحمل رسالة قوية تتجاوز حدود العمل الكوميدي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك