الأحد 7 ديسمبر 2025
spot_img

موسكو تتهم حكومة الدبيبة الليبية بدعم إرهاب الساحل

spot_img

تجاهلت حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، اتهامات روسية رسمية بالتعاون مع “عملاء أوكرانيين” لتنفيذ عمليات إرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، بما في ذلك النيجر، مما يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين طرابلس وكييف.

اتهامات روسية بالتفصيل

في مؤتمر صحفي عقد الأربعاء في موسكو، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوحدة، وبتسهيلات من وسطاء بريطانيين، تعاونت مع عناصر أوكرانيين لتنظيم عمليات إرهابية في منطقة الساحل الأفريقي.

شمل التعاون تزويد أوكرانيا بطائرات مسيّرة هجومية وبرامج تدريبية تحت إشراف مدربين من مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، وفقاً لما ذكرته زاخاروفا.

صمت حكومي وتأكيدات عسكرية

على الرغم من حساسية الاتهامات، لم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة الدبيبة أو وسائل الإعلام الموالية لها. في المقابل، أكد مصدر عسكري في شرق ليبيا لـ “الشرق الأوسط” وصول معلومات إلى السلطات حول تدريب عناصر أمنية ليبية في أوكرانيا وتلقي حكومة الدبيبة أنظمة طيران مسيّر، مما يعزز الرواية الروسية حول التعاون بين الطرفين.

منطق الاتهامات الروسية

يرى المحلل العسكري محمد الترهوني أن الاتهامات الروسية تحمل قدراً من المنطق، مشيراً إلى أن وجود طائرات مسيّرة أوكرانية في سماء غرب ليبيا لم يعد سراً.

تأثير الحرب الأوكرانية

أدى الانقسام السياسي والعسكري المستمر بين حكومة الوحدة في الغرب والسلطة الموازية في الشرق إلى تعقيد المشهد. الحرب الروسية الأوكرانية فاقمت الاستقطاب داخل ليبيا، حيث أبدت حكومة الدبيبة موقفاً مؤيداً لأوكرانيا ورافضاً للعملية العسكرية الروسية.

مخاوف من تحول ليبيا لساحة صراع

في يناير 2023، بحثت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة مع وفد عسكري أوكراني إمكانات التعاون في صيانة وتجديد معدات القوات الجوية والبحرية الليبية. كما أعرب الدبيبة عن مخاوفه من تحول ليبيا إلى ساحة صراع بالوكالة، بعد تقارير عن نقل أسلحة روسية إلى الداخل الليبي.

نفي دعم الجيش لـ “فاغنر”

في المقابل، نفت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي وجود عناصر ليبية ضمن صفوف مجموعة “فاغنر” الروسية، مؤكدة أن وجود “المدربين الروس” لا يتجاوز الدعم الفني أو الاستشاري.

صراع النفوذ الإقليمي

يرى سياسيون ومحللون أن الاتهامات الروسية تعكس صراعاً أوسع على النفوذ الإقليمي والدولي في ليبيا، التي تمتد من سواحل البحر المتوسط إلى تخوم الصحراء والساحل، مما يجعلها محوراً جيوسياسياً هاماً.

مؤشر خطير لتقويض الاستقرار

يخشى المرشح الرئاسي الليبي السابق مبروك أبو عميد من أن تكون الاتهامات الروسية “مؤشراً خطيراً قد يدفع ليبيا إلى قلب صراع دولي محتدم بين موسكو وواشنطن، ويقوّض كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار الداخلي”.

ليبيا جزء من مواجهة غير مباشرة

يرى المحلل السياسي حسام فنيش أن الولايات المتحدة تتعامل مع الساحة الليبية بوصفها جزءاً من مسرح المواجهة غير المباشرة مع موسكو في أفريقيا، وأن واشنطن أعادت صياغة استراتيجيتها الإقليمية لتأمين الحافة الجنوبية لأوروبا ودعم المسار الأممي في ليبيا لاحتواء النفوذ الروسي.

أوراق تفاوض روسية

يؤكد فنيش أن روسيا تسعى إلى تحويل نفوذها في شرق وجنوب ليبيا إلى ورقة تفاوضية موازية لجبهتها في أوكرانيا، وأن كل تطور عسكري في أوكرانيا يوازيه تحرك دبلوماسي أو أمني في ليبيا، مما يجعل بعض الأطراف المحلية امتدادات مباشرة للقوى الخارجية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك