موسكو تتمسك بتفاهمات قمة ألاسكا وتنتظر “النسخة النهائية” لخطة السلام الأميركية لأوكرانيا، وسط خلافات حادة مع الأوروبيين واتهامات لهم بإضاعة فرص السلام. الكرملين يعول على قدرة ترامب على تجاوز الاعتراضات الأوكرانية والأوروبية.
تفاصيل خطة السلام
أكد الكرملين تمسكه بروح التفاهمات مع واشنطن التي جرت في قمة ألاسكا في آب الماضي، والتي انعكست في الخطة المؤلفة من 28 بنداً، مع التحفظ على التعديلات المقترحة. وزير الخارجية الروسي ينتقد الأوروبيين ويتهمهم بـ “إهدار فرص السلام”، رافضاً أي دور لهم في التسوية المرتقبة.
يبدو أن موسكو تعول بشكل مباشر على الرئيس ترامب في مواجهة الاعتراضات الأوكرانية والأوروبية على خطته، وتنتظر تسلم “النسخة النهائية” المقترحة من الجانب الأميركي.
“جنون إعلامي” يحيط بالمبادرة
وصف الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف الوضع المحيط بمبادرة السلام بـ “الجنون الإعلامي”. وأضاف: “تلقينا مسودة تستند إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أنكوريج، لكن لم يتم تسلم أي نسخ محدثة يدور بشأنها الحديث في وسائل الإعلام”.
تجاهل بيسكوف التعليق على التسريبات حول مشاورات روسية – أميركية تجري في أبوظبي، مؤكداً أن موسكو ستتلقى معلومات رسمية في الوقت المناسب.
اجتماع أبوظبي وتفاصيل الخطة
رفض الناطق الرئاسي التعليق على لقاء أبوظبي، مؤكداً أن المشروع الأميركي المعلن يظل أساساً جيداً للمفاوضات. صحيفة “بوليتيكو” أفادت بأن وزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول قدم لمسؤولين روس في أبوظبي “خطة مختصرة” لتسوية الأزمة الأوكرانية.
الخطة الجديدة تتألف من 19 بنداً بدلاً من 28، والمحادثات بين الطرفين مستمرة. الكرملين يفضل التركيز على الخطة الأميركية الأصلية المؤلفة من 28 بنداً، والتي تتوافق مع اتفاقات قمة أنكوريج.
الاستعداد للمفاوضات
أكد بيسكوف أن الجانب الروسي مهتم بتحقيق أهدافه بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ومستعد لمواصلة المشاورات.
فيما يتعلق بالدور الأوروبي، استبعد الناطق الرئاسي قبول أي دور أوروبي في المفاوضات الحالية حول الخطة، مؤكداً على ضرورة مشاركتهم في مناقشة النظام الأمني.
لافروف ينتقد أوروبا
شن لافروف هجوماً على الأوروبيين واتهمهم بإهدار فرص السلام ومحاولة عرقلة جهود الرئيس الأميركي الحالية، مؤكداً أن روسيا تقدر موقف الولايات المتحدة كطرف غربي وحيد يبادر إلى إيجاد تسوية للصراع في أوكرانيا.
أضاف لافروف أنه لا مجال للحديث عن أي وساطة من فرنسا أو ألمانيا لحل النزاع الأوكراني، مقترحاً دوراً لبيلاروسيا وتركيا.
لا استعجال أميركي
ألمح لافروف إلى أن التعويل الروسي الحقيقي هو على التمسك بالتفاهمات مع موسكو، وعدم الرضوخ لرغبات الأوروبيين.
أوضح أن روسيا تنتظر لترى مدى دفاع الولايات المتحدة عن موقفها ومقاومتها لمحاولات تحويلها عن المسار الصحيح.
اتهامات بريطانية
اتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي المملكة المتحدة بالسعي إلى “تقويض روح السلام التي يتبناها الرئيس الأميركي من خلال تشويه سمعته”.
أشار الجهاز الأمني إلى وجود “خطة تهدف تحديداً إلى تقويض عزم ترمب على حل النزاع من خلال تشويه سمعته”، من خلال إعادة إحياء ملفات مزيفة تتهم الرئيس وعائلته بالارتباط بوكالات المخابرات السوفياتية والروسية.
دوافع بريطانية لإطالة الحرب
أوضحت وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية أن الأجهزة البريطانية تهدف إلى إطالة أمد الحرب لأن “إيرادات الحرب تنقذ الاقتصاد البريطاني من الإفلاس”.
أصبحت شركات صناعة الدفاع القوة الدافعة للصناعة الوطنية، وتنفذ شركات “بي إيه إي سيستمز” و”تاليس المملكة المتحدة” عقوداً بمليارات الدولارات لتصنيع منتجات عسكرية لأوكرانيا.
زيارة زيلينسكي لواشنطن
أعلن رستم عمروف، أمين عام مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، أن زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن لمناقشة محتملة للخطة الأميركية متوقعة قبل نهاية الشهر الحالي.
أضاف عمروف أنهم يتوقعون أن يزور الرئيس الأوكراني الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن في تشرين الثاني الجاري، للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس ترامب.
مخاوف من زيارة واشنطن
أفادت شبكة “سي بي إس” بأن زيلينسكي قد يتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع، للقاء ترامب لمناقشة الخطة المقترحة والتعديلات التي تم التوافق عليها في لقاء جنيف.
لكن صحيفة “فاينانشال تايمز” نقلت عن مصادر أن مقربين من زيلينسكي حذروه من زيارة واشنطن، خوفاً من تفجر خلاف جديد مع الرئيس الأميركي.


