الإثنين 1 ديسمبر 2025
spot_img

مهمة ويتكوف: تسوية “الخطوط الحمر” الروسية الأوكرانية

spot_img

واشنطن تتطلع لحلحلة الأزمة الأوكرانية عبر خطة سلام جديدة، لكن معضلة الحدود والضمانات الأمنية تبقى العائق الأكبر أمام أي اتفاق محتمل بين روسيا وأوكرانيا. مهمة شاقة تنتظر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مفاوضات شاقة تنتظر ويتكوف

يتركز لقاء ويتكوف وبوتين على ملفات شائكة، أبرزها ترسيم الحدود في دونباس والقرم، إلى جانب الضمانات الأمنية لأوكرانيا. المحللون يصفون المهمة بأنها معركة صعبة للتوفيق بين “الخطوط الحمر” الروسية والأوكرانية.

تحذيرات أوروبية ترافق هذه الجهود، إذ أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن خشيتها من ممارسة ضغوط قاسية على أوكرانيا. وأشارت إلى أن “استسلام أوكرانيا هو أسهل سبيل لإنهاء هذه الحرب”.

مخاوف من “خطوط حمر” جديدة

خبراء يحذرون من أن هذه “الخطوط الحمر” قد تعيد رسم خريطة أوروبا، وسط استراتيجية أميركية تركز على “أميركا أولاً”. الهدف ليس فقط إنهاء الحرب، بل خفض تكاليف المساعدات والإفراج عن الأصول الروسية المجمدة لإعادة الإعمار.

خطة السلام التي وضعتها إدارة ترمب أثارت قلقًا حول استجابتها للمطالب الروسية. تم تعديل الخطة خلال المحادثات، وتقليصها من 28 بندًا إلى 19، مع الاتفاق مبدئيًا على جميع النقاط باستثناء قضيتي الأراضي والضمانات الأمنية.

اتفاقيات فلوريدا.. هل تحمل الحل؟

في محادثات فلوريدا، اتفق ويتكوف والمفاوض الأوكراني رستم عمروو على آلية لوقف إطلاق النار يراقبها مجلس سلام برئاسة ترمب. اقتُرح تخصيص 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا.

شملت الاتفاقيات أيضًا اتفاقيات اقتصادية أميركية روسية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعدين في القطب الشمالي، وصفقات في مجال الطاقة، وإغراء موسكو بالعودة إلى مجموعة الثماني.

تفاؤل حذر يرافق المفاوضات

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رأى أن الخطة المنقحة قد تكون قابلة للتنفيذ، بينما وصفها بوتين بأنها تشكل “أساسًا محتملاً لاتفاقية سلام مستقبلية”. ترمب أعلن عن وجود فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق.

مسؤولون من كلا الجانبين أشاروا إلى أن الطريق لا يزال طويلاً، ويتعين على ويتكوف إيجاد حلول بشأن التنازلات المحتملة لأوكرانيا، وضمان أمنها المستقبلي.

شروط روسية مسبقة

بوتين لمح إلى أنه سيقاتل حتى تحقيق أهدافه، ولن يتوقف إلا بانسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي ضمتها روسيا في 2022. ومع ذلك، وصف الخطة الأميركية بأنها يمكن أن تشكل أساسًا لاتفاقات مستقبلية، لكنها ليست نهائية.

زيلينسكي وجه الشكر لترمب على جهوده، مؤكدًا على ضرورة مشاركة أوروبا وتقديم ضمانات أمنية قوية لبلاده. كما شدد على أن بلاده لن تتخلى عن الأراضي لروسيا، وأن عضوية الناتو هي أسهل وسيلة لضمان أمن أوكرانيا.

تفاؤل ترمب.. ما الأسباب؟

تفاؤل ترمب يعود لعدة عوامل: الضغط الاقتصادي على روسيا، نجاحه في صفقات سابقة مثل وقف إطلاق النار في غزة، وإصراره على “السلام من خلال القوة”.

المحللون الأميركيون يتوقعون “مناقشات صعبة” بين ويتكوف وبوتين، مع إصرار روسي على “الانسحاب الأوكراني من الأراضي المطالبة بها” ورفض أي قوات أوروبية في أوكرانيا، بالإضافة إلى إبقاء أوكرانيا خارج حلف الناتو.

اقرأ أيضا

اخترنا لك