كشف تقرير حديث من موقع الدفاع التركي TurkDef أن شركة الصناعات الجوية الكورية الجنوبية”Korea Aerospace Industries – KAI” قدمت للملكة العربية السعودية عرضًا رسميًا للمقاتلة KF-21 Boramae كخيار محتمل لسلاح الجو الملكي السعودي.
وبحسب التقرير، فقد نُشرت صورة من العرض -الذي قدمه مسؤولو الشركة الكورية للسعودية- على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها سرعان ما تم إزلتها، ولم ينشر المصدر التركي أي نسخة منها، ما يجعل التحقق من صحة التفاصيل المتعلقة بالمحتوى المعروض أمرًا غير معلوم.
تحديث الأسطول الجوي السعودي
يأتي هذا التطور في ظل سعي السعودية لتعزيز قدرات سلاحها الجوي، حيث تمتلك حاليًا مقاتلات F-15SA وEurofighter Typhoon، لكنها تبحث عن طائرات متقدمة خصوصًا من الجيل الخامس.
وتواجه المملكة صعوبات سياسية في الحصول على Eurofighter Typhoon Tranche 4، ما يدفعها لاستكشاف بدائل أخرى مثل Dassault Rafale الفرنسية، وF-15EX الأميركية، إلى جانب اهتمامها المحتمل بالمقاتلة التركية KAAN والمقاتلة الصينية J-20.
KF-21: مقاتلة متطورة ولكنها لا تزال قيد التطوير
تُعد KF-21 مقاتلة من الجيل 4.5، وهي مصممة لتكون بديلاً أكثر كفاءة من حيث التكلفة مقارنة بالمقاتلات الغربية المتقدمة. قامت الطائرة بأول رحلة لها في يوليو 2022، ومن المتوقع أن تبدأ كوريا الجنوبية بتسليمها لسلاحها الجوي بحلول عام 2026، مع تحقيق الجاهزية التشغيلية الأولية في 2027. تتميز الطائرة برادار AESA متطور، وقدرة على حمل صواريخ متقدمة مثل Meteor وIRIS-T، إضافةً إلى إمكانية تسليحها بذخائر ذكية مثل JDAM وGBU-39 SDB.
ورغم أن الطائرة ليست من الجيل الخامس حاليًا، إلا أن هناك خططًا مستقبلية لتطوير نسخة شبحية بالكامل منها. ومع ذلك، فإن وضعها الحالي قد يجعلها خيارًا أقل جاذبية مقارنة بمقاتلات شبحية جاهزة مثل F-35 أو J-20.
التحديات المحتملة أمام الصفقة
في حال أبدت السعودية اهتمامًا جديًا بهذه المقاتلة، فهناك عدة عوامل يجب مراعاتها:
نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي: بموجب رؤية 2030، تسعى السعودية لتعزيز التصنيع المحلي، ومن المرجح أن تطلب شراكة صناعية أو نقلًا جزئيًا للتكنولوجيا. لكن كوريا الجنوبية قد تكون متحفظة بشأن مشاركة تقنياتها المتقدمة، كما واجهت إندونيسيا تحديات في الحصول على بعض التقنيات عند مشاركتها في تطوير الطائرة.
الاعتماد على المكونات الغربية: تستخدم KF-21 محركات General Electric F414 الأميركية، مما يعني أن أي صفقة تصدير للسعودية ستتطلب موافقة واشنطن، وقد تواجه قيودًا بموجب أنظمة تصدير التكنولوجيا العسكرية الأميركية (ITAR).
جاهزية الطائرة: لا تزال KF-21 في مرحلة التطوير والاختبار، وقد يكون من الصعب على السعودية الاعتماد عليها في المستقبل القريب، خاصة إذا كانت تسعى لحلول سريعة لتعزيز أسطولها.
هل تتجه السعودية نحو KF-21؟
حتى الآن، لا يوجد أي تأكيد رسمي بأن السعودية دخلت في مفاوضات لشراء KF-21، ويبدو أن الأمر لا يتجاوز كونه عرضًا قدمته كوريا الجنوبية ضمن جهودها لتوسيع صادراتها الدفاعية. ومع ذلك، فإن اهتمام السعودية بخيارات غير غربية، مثل المقاتلات التركية والصينية، يشير إلى انفتاحها على مصادر جديدة للتسليح.
قد يكون إدراج KF-21 في العروض المقدمة للسعودية جزءًا من استراتيجية المملكة لاستخدام اهتمامها بمقاتلات غير أميركية كوسيلة ضغط في المفاوضات مع واشنطن وأوروبا للحصول على شروط أفضل في صفقات مقاتلات أكثر تقدمًا، مثل F-35 أو Eurofighter Typhoon Tranche 4.
بناءً على التطورات الحالية، من غير المرجح أن تتخذ السعودية قرارًا بشراء KF-21 قبل اكتمال اختباراتها وضمان جاهزيتها التشغيلية. ومع ذلك، قد تظل المقاتلة خيارًا محتملاً للمملكة على المدى الطويل، خصوصًا إذا تمكنت كوريا الجنوبية من تقديم شروط تصدير مرنة تتناسب مع تطلعات الرياض في تطوير صناعتها الدفاعية.
