الجمعة 18 أبريل 2025
spot_img

مقاتلة جديدة وصاروخ متطور.. كيف تعيد فرنسا تشكيل استراتيجيتها الجوية؟

تسعى القوات الجوية والفضائية الفرنسية (AAE) إلى تعزيز قدراتها العسكرية عبر تحديثات استراتيجية تهدف إلى تحقيق التفوق في ساحة المعركة الإلكترونية واختراق الدفاعات الجوية المعادية. تأتي هذه الجهود استجابةً للتحديات المتزايدة في المجال الجوي، بعد فترة طويلة من التراخي استمرت لعقدين.

استبدال الأسلحة القديمة

بعد إحالة صاروخ AS-30 MARTEL، أحد رموز الحرب الباردة، إلى التقاعد، واجهت فرنسا نقصًا في قدراتها على قمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD). وفي ظل تصاعد المخاطر الجوية، يسارع الجيش الفرنسي نحو تحديثات جوهرية، تتضمن إدخال مقاتلة Rafale F5 وصاروخ جديد يحمل اسم RJ10.

مواجهة التهديدات الحديثة

تزداد التحديات مع انتشار أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل S-400 الروسية وHQ-9 الصينية، مما يهدد قدرة فرنسا على قيادة التحالفات العسكرية في مناطق النزاع، فضلاً عن تنفيذ الضربات النووية الاستراتيجية. ووفقًا للجنرال ستيفان ميل، رئيس أركان AAE، فإن القدرة على الصمود في بيئة مليئة بالتهديدات المتزايدة تتطلب تعديلات استراتيجية حاسمة.

قال الجنرال ميل خلال مناقشات قانون البرمجة العسكرية 2024-2030: “المسألة ليست مجرد البقاء، بل مواكبة عالم يزداد ذكاءً وسرعة في توليد التهديدات.”

مقاتلة Rafale F5: قفزة نوعية في القدرات الجوية

بدأت القوات الجوية الفرنسية بتطوير مقاتلة Rafale وفق معايير SWAD، إلا أن الإصدار القادم F5 بحلول عام 2035 سيشكل تحولاً جذريًا في القدرات القتالية. لا يُنظر إلى هذه الطائرة على أنها مجرد تحديث، بل إعادة تصور للأساليب الحربية باستخدام أحدث تقنيات الحوسبة والاتصالات.

سيتم تزويد Rafale F5 بأنظمة متقدمة للربط مع الطائرات المسيرة القتالية UCAV، المستوحاة من نموذج Neuron، مما يعزز قدراتها على التنسيق والضرب الفعّال بجانب الطائرات المأهولة.

التخطيط المستقبلي

وفقًا للجنرال جيروم بيلانجر، فإن طبيعة المعركة الحديثة أصبحت “إلكترونية بالكامل”، ما يستوجب تطوير تقنيات متقدمة لاكتشاف وتصنيف الدفاعات الجوية بسرعة فائقة. وبذلك، تم تصميم F5 لتكون جاهزة لمواكبة التهديدات المستقبلية.

سيتضمن تصميم Rafale F5 صواريخ جديدة قادرة على مواجهة التهديدات الجوية والبرية، ومن أبرزها الصاروخ RJ10، الذي طورته شركة MBDA، وهو قادر على بلوغ سرعات تصل إلى Mach 5.

صاروخ RJ10: سلاح هجومي استراتيجي

يعد RJ10 جزءًا من اتفاقية صاروخية ثنائية بين فرنسا والمملكة المتحدة، حيث تشارك الأخيرة عبر مشروع TP15. يتميز RJ10 بسرعته الفائقة وقدرته على توجيه ضربات دقيقة ضد التهديدات المتوسطة والقصيرة المدى.

لا يُعتبر RJ10 مجرد صاروخ تقليدي، بل يشكل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز مرونة العمليات الهجومية عبر وسائل الحرب الإلكترونية التي تتيح تعطيل أنظمة الدفاع المعادية. كما صرح الجنرال بيلانجر:

“نحتاج إلى أدوات هجومية قادرة على إغراق أنظمة الاستشعار المعادية بكم هائل من التشويش والتضليل.”

توجهات استراتيجية

تعتمد فرنسا على استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل استخدام أسراب من الطائرات المسيرة لدعم العمليات الجوية. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذه التوجهات لا تزال في مراحل التطوير الأولية.

في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها كل من روسيا والصين، يؤكد المسؤولون العسكريون الفرنسيون أن تحديث القيادة العسكرية يتطلب استثمارات ضخمة في جميع المجالات. ويبدو أن هذه الجهود تسير بخطى ثابتة نحو تمكين فرنسا من الحفاظ على قدرتها التنافسية والابتكارية في بيئات القتال الحديثة.

مستقبل القوة الجوية الفرنسية

رغم التكاليف العالية، يظل التزام فرنسا بتطوير قدراتها الجوية أمرًا ضروريًا للحفاظ على مكانتها ضمن القوى العسكرية العالمية. وبحلول عام 2035، تسعى القوات الجوية والفضائية الفرنسية إلى ترسيخ ريادتها عبر تبني استراتيجيات وتقنيات ثورية تعيد تشكيل قواعد المعارك الجوية المستقبلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك