الجمعة 10 يناير 2025
spot_img

مقاتلات الصين الجديدة تهدد تفوق أمريكا في السماء

احتفلت الصين، في نهاية الشهر الماضي، بذكرى ميلاد مؤسسها ماو تسي تونغ عبر الكشف غير الرسمي عن تصميمين جديدين لطائرات مقاتلة من الجيل السادس. تعد هذه الخطوة علامة بارزة في تطوير قدرات سلاح الجو الصيني، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على المصالح الأميركية في المنطقة.

التفاصيل المتعلقة بالطائرات الجديدة لا تزال محدودة، رغم أن مقاطع الفيديو المسربة على وسائل التواصل الاجتماعي توضح بعض الخصائص. تكشف هذه المقاطع، التي يبدو أنها حازت على موافقة رسمية، عن تصميمات غير مسبوقة تحمل دلالات على تقدم تكنولوجيا الطيران العسكري في الصين.

التصميمات الجديدة للطائرات

تشير مقاطع الفيديو إلى طائرتين بتصميمات متفردة، حيث تبدو الطائرة الأكبر حجماً وكأنها تستخدم جناح طائر متقدم، مشابهاً للقاذفات الأميركية مثل B-2 وB-21. وقد أطلق عليها في المناقشات العامة اسم Chengdu J-36، ويعتقد أنها طورت بواسطة شركة تشنغدو لصناعة الطائرات.

بينما الطائرة الثانية، التي بَدَت أقل وضوحاً، يحتمل أنها بحجم مقاتلة وتم تطويرها على الأرجح بواسطة شركة شنيانغ لصناعة الطائرات. وكان الخبراء قد أشاروا إلى أن الطائرة الأكبر J-36 قد تكون معدّة لعمليات بعيدة المدى وحمل كميات كبيرة من الأسلحة.

الإمكانيات العسكرية للطائرة J-36

وفقاً لبرايان كلارك، الخبير في معهد هدسون بواشنطن، يهدف التصميم غير التقليدي الذي يتميز بعدم وجود ذيل إلى تعزيز قدرات التخفي، بينما تصميم الجناح المثلث يمنحها مدى طويلاً. هي بالأساس مصممة لتكون شبيهة بمقاتلة وليس كقاذفة تقليدية.

ديف ديبتولا، رئيس معهد ميتشل، أشار إلى أن J-36 تتمتع بخصائص تخفي قوية وحجرات حمل كبيرة، مما يمكّنها من استهداف الطائرات الأميركية عالية القيمة أو الأهداف السطحية بما في ذلك السفن. كما وصف مالكولم ديفيس القدرة الكبيرة للأسلحة في J-36 وهو ما يجعلها طائرة اعتراضية طويلة المدى فعّالة.

التقييمات والتحليلات

باستثناء تصميم الطائرة الكبيرة، كانت التقييمات حول الطائرة الثانية أقل وضوحاً، لكن ديفيس اعتبر أن تصاميمها قد تشير إلى قدرات تخفي متفوقة. وأشار إلى أنّ الطائرات الصغيرة متوقعة لعمليات في نطاق أقصر مقارنةً بـ J-36.

على الرغم من نجاح الجيش الصيني في تطوير هاتين الطائرتين، يبقى التساؤل حول تأثيرهما على الاستراتيجيات العسكرية الأميركية. ويعتقد كلارك أن الصين لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة في مجالات مثل التخفي والتكنولوجيا المتقدمة.

تشديد الضغوط على الولايات المتحدة

بدوره، أكد ديفيس أن التقدم العسكري الصيني قد يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم أولوياتها الدفاعية. ورغم أن الجيش الأميركي يمتلك خبرة وتفوقاً تقنياً، فإنّ ظهور طائرات جديدة مثل J-36 قد تزيد من الحاجة لتحديث استراتيجيات الطيران العسكرية.

خلال العام الجاري، خفض محلل في دويتشه بنك تصنيف أسهم شركة لوكهيد مارتن بسبب هذه التطورات، مشيراً إلى أن تواجد الطائرات الصينية يعيد النظر في جدوى شراء طائرات مثل F-35 ويعزز الحاجة لتطوير أنظمة الدفاع الجوي.

التوقعات المستقبلية

يشير الخبراء إلى أهمية متابعة التطورات الصينية عن كثب، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية. وقد تتطلب هذه التطورات تحفيزاً جديداً لبرامج تطوير طائرات الجيل التالي في الولايات المتحدة.

يُعد ذلك دليلاً على تصاعد المنافسة بين القوتين، ويؤكد على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة في أتم الاستعداد لمواجهة الابتكارات العسكرية من الجانب الصيني. ومع تسارع خطى تطوير الطائرات مثل J-36، قد يصبح من الضروري أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات استباقية لتعزيز قوتها الجوية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك