وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع، تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية مباحثات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، الأربعاء، بحضور وفود من قطر والولايات المتحدة وتركيا، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، في إطار مقترح أميركي يسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.
مفاوضات شرم الشيخ
تأتي هذه المباحثات بعد موافقة حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وذلك ضمن خطة تتضمن 20 بنداً طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من المقرر أن ينضم إلى المفاوضات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالين.
فرصة حقيقية للسلام
أكد الرئيس ترامب، الثلاثاء، على وجود “فرصة حقيقية” للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وصرح ترامب للصحافيين بأن إمكانية إحلال السلام في الشرق الأوسط تتجاوز الوضع في غزة، مشدداً على ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن، ومؤكداً على التزام بلاده ببذل كل ما في وسعها لضمان التزام جميع الأطراف بالاتفاق في حال تم التوصل إليه.
ضمانات لإنهاء الحرب
شددت حركة حماس على أهمية توفير ضمانات بأن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب، التي تسببت في دمار هائل في قطاع غزة وأزمة إنسانية كارثية.
أكد كبير مفاوضي الحركة، خليل الحية، على ضرورة الحصول على ضمانات من الرئيس ترامب والدول الراعية لإنهاء الحرب بشكل كامل، مشيراً إلى أن الحركة لا تثق في التزام إسرائيل بوعودها.
الحية أكد استعداد حماس للتعاون بإيجابية من أجل التوصل إلى إنهاء للحرب، مشدداً على أهمية الضمانات الحقيقية من الأطراف الراعية للاتفاق.
خطة ترامب للحل
تتضمن خطة ترامب وقف إطلاق النار، وإفراج حماس عن جميع الرهائن، ونزع سلاح الحركة، وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً من قطاع غزة، وتولي هيئة من المستقلين الفلسطينيين إدارة القطاع.
حماس أبدت موافقتها على إطلاق سراح الرهائن وتولي هيئة مستقلة إدارة غزة، إلا أنها لم تتطرق إلى مسألة نزع السلاح، وأكدت على ضرورة البحث في بنود الخطة المتعلقة بمستقبل القطاع.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن دعمه للخطة، مؤكداً أنها تحقق أهداف إسرائيل من الحرب الدائرة في غزة.
مواعيد الانسحابات
أفاد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات بأن حماس ناقشت الخرائط المبدئية التي قدمها الجانب الإسرائيلي للانسحاب، إضافة إلى آلية تبادل الأسرى والمواعيد، مؤكداً إصرار الحركة على ربط مواعيد تسليم الأسرى بمواعيد الانسحابات الإسرائيلية.
نتنياهو تعهد بتحقيق جميع أهداف الحرب، وعلى رأسها ضمان الإفراج عن جميع الرهائن، والقضاء على حكم حماس، وضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى.
تنفيذ المرحلة الأولى
أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن المفاوضات تهدف إلى تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، من خلال العمل على تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن، ونفاذ المساعدات، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأضاف أن ذلك يتطلب إعادة انتشار القوات الإسرائيلية حتى نتمكن من العمل على تنفيذ هذه المرحلة من الاتفاق.
تصاعد الضغوط الدولية
تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب في غزة، في ظل استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث يواجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
وفي الوقت نفسه، تتهم لجنة تحقيق مستقلة، مكلفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة، بينما تتهم مجموعات حقوقية حماس بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال هجومها، وهو ما ينفيه الطرفان.