في تحول مفاجئ هز الأوساط السياسية، حقق المرشح اليساري زهران ممداني فوزًا غير متوقع في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيويورك، متفوقًا على منافسه أندرو كومو، الحاكم السابق للولاية.
من هو ممداني؟
ولد ممداني في أوغندا وهاجر إلى نيويورك في سن السابعة. يبلغ من العمر 33 عامًا، وقد يصبح أصغر زعيم للمدينة منذ عام 1917 إذا فاز بالانتخابات النهائية.
على الرغم من قلة خبرته السياسية قبل إعلانه الترشح لمنصب عمدة نيويورك خريف العام الماضي، استطاع ممداني أن يلفت الأنظار إليه بفضل حملته الانتخابية التي ركزت على قضايا الطبقة العاملة وتحديات غلاء المعيشة.
برنامج انتخابي طموح
تعهد ممداني بتجميد الإيجارات، وجعل حافلات المدينة مجانية، وتخفيض تكاليف رعاية الأطفال، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للمدينة تبيع بأسعار الجملة. كما دعا إلى رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا في الساعة بحلول عام 2030 وزيادة الضرائب على الأثرياء.
نجح ممداني في الوصول إلى شريحة واسعة من الناخبين من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال، حيث لاقت مقاطع الفيديو التي ينشرها تفاعلاً كبيرًا وأثارت اهتمامًا واسعًا بقضايا نيويورك.
حملة تواصل فعالة
تميزت حملة ممداني بقدرتها على التواصل المباشر مع سكان نيويورك، تجسد ذلك في جولاته التي التقط فيها صور سيلفي مع المواطنين، مما أبرز الفجوة بينه وبين منافسه كومو.
في حال فوزه بالانتخابات النهائية، سيصبح ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، وهو ما أثار حماس الجالية المسلمة التي يقدر عددها بنحو مليون شخص في المدينة.
ممداني والإسلام السياسي
جعل ممداني إيمانه جزءًا محوريًا في حملته الانتخابية، حيث زار المساجد وتحدث عن قضايا تهم المسلمين، مثل ارتفاع تكلفة الوجبات الحلال.
لكنه أقر بالتحديات التي قد يواجهها كمسلم يشغل منصبًا عامًا، قائلاً: “أعلم جيدًا أن تولي منصب عام بصفتي مسلمًا هو تضحية بالسلامة التي قد نجدها أحيانًا في البعد عن الشهرة”.
مواقف ممداني من إسرائيل
عرف ممداني بانتقاده الصريح للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ودعا إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وطالب باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لا مكان لمعاداة السامية في نيويورك، وتعهد بزيادة التمويل المخصص لمكافحة جرائم الكراهية في حال انتخابه عمدة.
اليسار يدعم ممداني
حظي ممداني بدعم قوي من شخصيات يسارية بارزة مثل السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز، اللذين سارعا إلى تهنئته بفوزه في الانتخابات التمهيدية.