تشهد مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان السودانية معارك ضارية بين الجيش و”قوات الدعم السريع»، حيث تتصاعد وتيرة القتال منذ عدة أيام. في حين يؤكد الجيش أنه نجح في دحر القوات المهاجمة، تشير التقارير المؤيدة لـ”قوات الدعم السريع» إلى سيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة، بما في ذلك بعض المقرات العسكرية.
أهمية المدينة
بابنوسة، المعروفة بلقب «القميرة»، تعتبر من المدن الاستراتيجية في ولاية غرب كردفان، حيث تبعد حوالي 700 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم. تتجلى أهميتها في كونها حلقة وصل بين مختلف أنحاء السودان، حيث يتفرع منها خط السكك الحديدية إلى كل من مدينة نيالا وجنوب السودان.
تعتمد المدينة في اقتصادها على عدة قطاعات منها التجارة والزراعة والرعي، ويُشار إلى أنها تحتضن أول مصنع لتجفيف الألبان في الإقليم، الذي أُنشئ بدعم من يوغسلافيا سابقاً. كما تضم المدينة الفرقة 22 التابعة للجيش، التي تتمركز فيها أيضاً عناصر من مناطق دارفور وكردفان.
منذ بداية النزاع، تعرضت المدينة لموجات من الهجرة، حيث ترك سكانها منازلهم ولجأوا إلى المناطق المجاورة. بعد اتفاق مؤرخ في 29 نوفمبر 2023، بين الجيش و”الدعم السريع»، استقر الوضع لفترة ما، رغم بقاء التوتر مسيطراً على الأجواء.
القتال المستمر
اضطراب الأوضاع الأمنية تجدد مع بدء معارك حادة مجدداً منذ يوم السبت. وأعلن الجيش أن الفرقة 22 تمكنت من صد هجمات «قوات الدعم السريع»، مقدمًا وعدًا بتحويل المدينة إلى ساحة معركة ضد المهاجمين.
لم يصدر تعليق رسمي من «قوات الدعم السريع»، لكن المنصات الإعلامية التابعة لها أكدت أنها استعادت السيطرة على اللواء 189، بينما أكدت مصادر عسكرية من الجيش أن الأوضاع في المدينة تمثل استنزافًا للقوات في ميدان المعركة، حيث تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
المعركة في بابنوسة تعد محورية، فسيطرة «قوات الدعم السريع» على المدينة ستمنحها القدرة على التحكم بكامل ولاية غرب كردفان، في حين أن بقاء الجيش في المنطقة يمهد الطريق لاستعادة النفوذ في تلك الجزء المهم من البلاد.