الثلاثاء 19 أغسطس 2025
spot_img

مصير 400 كيلوجرام من اليورانيوم الإيراني المخصب تحت المجهر

spot_img

ضربات أميركية تثير تساؤلات حول البرنامج النووي الإيراني

في ظل التفاخر الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتدمير القدرات النووية الإيرانية، حذر خبراء من صعوبة تقييم التأثير الحقيقي على برنامج إيران النووي. فما زالت هناك العديد من الأسئلة بعد الضربات التي نفذت يوم الأحد، خاصة فيما يتعلق بمكان وجود مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.

استهداف المواقع النووية

استهدفت الضربات الأميركية ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية، هي أصفهان ومنشأتَي التخصيب في فوردو ونطنز. وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة المبلغ عنها، أبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) قلقاً حيال المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من سرّ تصنيع الأسلحة النووية.

كما زعمت إيران أنها نقلت “سراً” معظم اليورانيوم المخصب إلى موقع غير معلن قبل التنفيذ المزدوج للغارات الأميركية.

صور الأقمار الاصطناعية تثير التساؤلات

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت قبل يومين من الهجوم على منشأة فوردو وجود 16 شاحنة بضائع على طريق يؤدي إلى المجمع. وقد نشرت شركة ماكسار تكنولوجيز، المتخصصة في الدفاع، صوراً تُظهر اختفاء الشاحنات بعد الهجوم، مما أثار تساؤلات حول سبب عدم استهداف الأميركيين والإسرائيليين لتلك الشاحنات.

تقييم الأضرار ونجاح الضربات

فيما تجري إدارة ترمب تقييماً شاملاً لحجم الأضرار، يبقى السؤال: هل تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل فعلي، أم تم نقله إلى منشآت أصغر وأكثر سرية يصعب كشفها؟

يرى خبراء ومحللون أن الإجابة تعتمد بشكل كبير على مصير 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من 90% المطلوبة لصنع سلاح نووي، والتي تم استخراجها من فوردو.

وقد صرح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، لشبكة ABC News، بأن الكمية المفقودة قد تكون كافية لصناعة ما يصل إلى 10 قنابل نووية، مما أثار مخاوف عدة.

مصير اليورانيوم المخصب

تُشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تحتفظ بنحو 408.6 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والتي شوهدت آخر مرة في 10 يونيو. يُعتقد أنه إذا تم تخصيب هذه الكمية بشكل إضافي، فتكون كافية لإنتاج أكثر من 9 قنابل نووية.

وطالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي بالحصول على حق الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية لحصر المخزون. كما ازداد القلق بشأن مصير هذا المخزون بعد تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتحريك “إجراءات خاصة لحماية المعدات والمواد النووية”.

التكهنات بشأن نقل اليورانيوم

قال مارك فينو، رئيس قسم انتشار ونزع الأسلحة في مركز جنيف للسياسات الأمنية، إن إيران قد نقلت بالفعل مخزون اليورانيوم المخصب “على هيئة غاز” إلى مواقع سرية. أوضح أنه على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها إيران، إلا أن هناك معلومات غير مؤكدة حول مصير اليورانيوم.

أضاف جيفري لويس، خبير نووي أميركي، أن الضربات فشلت في استهداف العناصر الرئيسية من البرنامج الإيراني، حيث يحتمل أن يكون اليورانيوم المخصب مخزناً في أنفاق تحت الأرض.

استمرار المخاوف بشأن تصعيد التوتر

بينما يُقَدَّر أن إيران قد نقلت الكمية البالغة 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب قبل الهجمات، تُشير التقديرات إلى أن هذه المواد قد تم نقلها إلى موقع سري، ما يجعلها خارج نطاق الضغوط العسكرية.

حذّر خبراء بأن قدرة إيران على تصنيع الأسلحة النووية ترتبط بمدى تجهيزاتها الفنية المتبقية. ومع ذلك، فإن إعادة بناء هذه المعدات قد يستغرق سنوات ويمكن أن تشكل مصدر قلق أمنياً دولياً.

تخزين اليورانيوم وتأثيرات الهجمات

نقل برنامج إيران النووي إلى مواقع سرية يعني أنها قد تبقى قادرة على الحصول على المواد النووية، بالرغم من الأضرار التي تعرضت لها المنشآت. ولكن تمت الإشارة إلى أن القدرة الإيرانية على تطوير سلاح نووي تعتمد على الدول الغربية في تصعيد الضغوط.

في حال استهدفت الولايات المتحدة أو إسرائيل المواقع المخبأة، يتوقع أن تتسبب الضربة برموز كيميائية، غير أنها لن تؤدي إلى انفجار نووي. أضاف أبو شادي، أن تسريباً وقع خلال الهجمات ولم يتسبب بأضرار فادحة، لكنه أكد أن مثل هذه الحوادث يمكن أن تؤدي لتسرب إشعاعات ضئيلة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك