أكدت مصر وقطر التزامهما بجهود سريعة للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المنطقة.
التزام مصري-قطري مشترك
شدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر، على الالتزام بالعمل على “وقف الجرائم المتكررة التي ترتكبها إسرائيل” في قطاع غزة.
تناول الاتصال تطورات الوضع في قطاع غزة والجهود المشتركة بين مصر وقطر للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون. كما تم التأكيد على ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الراهنة، وذلك وفق ما أعلنه بيان وزارة الخارجية المصرية.
إعادة الإعمار والتنسيق الدولي
كما ناقش الوزيران التطورات المتعلقة باستضافة مصر للمؤتمر الدولي الخاص بالتعافي وإعادة الإعمار، الذي يهدف إلى تنفيذ خطة عربية-إسلامية لإعادة إعمار القطاع. وأكدا على أهمية استمرار التنسيق بين البلدين الشقيقين في حشد الدعم الدولي لأقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
يعاني قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي أسفر عن مقتل حوالي 60 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف، منهم معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية، كما ذكرته تقارير وزارة الصحة الفلسطينية.
تحديات الحصار وفقدان المساعدات
أسفر الحصار المفروض على قطاع غزة، بالإضافة إلى القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، عن نقص حاد في الغذاء والأدوية ومياه الشرب، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.
تلعب مصر وقطر دوراً محورياً في الوساطة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية بهدف الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ومنذ بداية التصعيد، قاد البلدان مفاوضات مكثفة بالتعاون مع الولايات المتحدة، وأسفرت عن هدن مؤقتة في نوفمبر 2023، لكن استمرار القتال أعاق القدرة على التوصل إلى اتفاق شامل.
الجهود الإنسانية في غزة
تسعى مصر عبر معبر رفح إلى إيصال المساعدات الإنسانية، حيث نجحت في إدخال آلاف الأطنان منها رغم العقبات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، استضافت القاهرة عدة جولات من المفاوضات، بمشاركة حركة “حماس” وإسرائيل، لمناقشة وقف التصعيد وإعادة إعمار غزة.