بحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، يوم الاثنين، سُبل التعامل مع التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً على أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، ودورها الحيوي في أمن الدول المشاطئة لهذه المنطقة.
تأثير التوترات على مصر
وأوضح عبد العاطي، في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أن تنامي تلك التوترات يؤثر سلباً على مصر، خاصة في ظل تراجع إيرادات قناة السويس.
وأثر تصعيد جماعة “الحوثيين” في اليمن، الذي بدأ في نهاية نوفمبر 2023، على حركة السفن في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث اكتفت السفن بالتضامن مع الفلسطينيين في غزة، مما دفع الشركات العالمية الكبرى إلى تغيير مساراتها وتوجيهها إلى طرق بديلة، كمرور رأس الرجاء الصالح.
تراجع إيرادات قناة السويس
وتجدر الإشارة إلى أن إيرادات قناة السويس تراجعت من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 إلى 7.2 مليار دولار في العام المالي 2023-2024، وفقاً لتصريحات هيئة قناة السويس في أكتوبر الماضي.
في الوقت نفسه، عبر الوزير عبد العاطي خلال لقائه مع فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، عن تقدير مصر للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق وللدور الإيجابي الذي تلعبه سلطنة عمان على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تعزيز التعاون العربي
وأكد عبد العاطي ضرورة التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، مشدداً على حرص مصر على التشاور مع سلطنة عمان ودعم الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل الاضطرابات غير المسبوقة في الشرق الأوسط.
كما تم تناول عدة قضايا إقليمية هامة خلال اللقاء، من بينها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة، فضلاً عن جهود مصر لدعم اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
مناقشة العلاقات الثنائية
وفي إطار زيارته إلى مسقط، تباحث عبد العاطي مع وزير خارجية عُمان، بدر البوسعيدي، حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما يتماشى مع توجيهات القيادة في كلا البلدين.
يُذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد زار مسقط في يونيو 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو 2023.
تحضيرات للجنة المشتركة
أشاد الوزيران بأهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين مصر وسلطنة عمان خلال الربع الأول من عام 2025 لتعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات.
وأكد عبد العاطي على اهتمام مصر بتعزيز علاقاتها مع سلطنة عمان، ووصفها بأنها تاريخية وودية، مشيراً إلى أهمية التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الدول العربية.
التعاون الاقتصادي والاستثماري
كما ناقش أهمية تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، بالإضافة إلى الربط البحري بين ميناءي “الدقم” و”صلالة” والموانئ المصرية الأخرى، لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
وجاء في بيان الوزارة أنه تم تناول الأوضاع الإقليمية، خاصةً التطورات في سوريا، والحرب في غزة، والأوضاع في ليبيا ولبنان، وكذلك التوترات في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة.
رؤية مشتركة لمواجهة التحديات
وأشار البيان إلى أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية التصدي لها، وتم الاتفاق على أهمية توطيد العلاقات والتشاور المستمر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في الأطر الإقليمية والدولية، بما يساهم في تعزيز التعاون بين مصر وسلطنة عمان.
