الجمعة 3 أكتوبر 2025
spot_img

مصر وروسيا: شراكة عسكرية تاريخية تعزز القدرات الدفاعية

spot_img

تعكس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا مجموعة من التعاون المتنوع، حيث تمتد جذور هذه العلاقات إلى التاريخ منذ تأسيس الجمهورية المصرية.

التعاون العسكري

يعتبر القطاع العسكري من أبرز المجالات التي تعزز التعاون المصري الروسي. تعتمد القوات المسلحة المصرية بشكل كبير على الأسلحة الروسية التي تمثل أساسًا للعديد من القطاعات، وخاصة الدفاع الجوي.

شهدت العلاقات العسكرية بين البلدين بداية قوية بعد ثورة يوليو 1952، حين أبرمت مصر أول صفقة أسلحة كبيرة مع تشيكوسلوفاكيا، مما أطلق مرحلة جديدة من بناء الجيش الوطني. زاد هذا التعاون بعد نكسة 1967، حيث أسهمت الأسلحة السوفيتية بشكل كبير في تحقيق الانتصار في حرب أكتوبر 1973.

تاريخ العلاقات العسكرية

يؤكد اللواء محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، على عمق العلاقات العسكرية التاريخية بين القاهرة وموسكو منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وكانت للأسلحة السوفيتية دورٌ محوري في إعادة تسليح القوات المسلحة بعد نكسة 1967.

ويضيف الشهاوي أن الشراكة الدفاعية بين مصر وروسيا تستند إلى المصالح المتبادلة، مشيرًا إلى أن روسيا تظل أحد الشركاء الرئيسيين لمصر سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. كما كانت مصر من الدول الرائدة في إقامة علاقات دبلوماسية مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

تأثير الأسلحة الروسية

يؤكد الخبير العسكري المصري أن المعدات العسكرية الروسية التي حصلت عليها مصر بعد يونيو 1967 كانت حجر الزاوية في نجاحها في حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973، مما كسر هيبة الجيش الإسرائيلي.

بالإضافة إلى اتفاقيات التسليح، اتجهت مصر إلى تطوير قدراتها في مجال التصنيع العسكري بالاعتماد على التكنولوجيا الروسية، وفقًا للواء سمير فرج، الذي يبرز دور الاتحاد السوفيتي في تأسيس الصناعة العسكرية المصرية.

تحديث الترسانة العسكرية

أشار فرج أيضًا إلى أن التعاون العسكري ما زال مستمرًا، حيث تستورد مصر الأسلحة الروسية وقطع الغيار اللازمة لعتادها العسكري. شهدت العلاقات بين البلدين انتعاشة جديدة بعد ثورة 30 يونيو 2013، بالتزامن مع زيارات رفيعة المستوى من الجانب المصري إلى موسكو.

وخلال فترة رئاسة السيسي، أبرمت الدولتان اتفاقيات لتحديث التسليح المصري، موجهة نحو تنويع مصادر التسليح. تضمنت هذه الاتفاقيات تحديث منظومات الدفاع الجوي المصرية، بما في ذلك أنظمة “تور إم 2″ و”بوك إم 2″ و”إس 300”.

تعاون في مجالات متنوعة

تتجاوز العلاقات المصرية الروسية الجانب العسكري، حيث يتم التعاون في إنشاء محطة الضبعة النووية وفقًا لأحدث تكنولوجيا الأمان النووي. تعمل حاليًا 467 شركة روسية في مصر بمجالات متنوعة، ما يعزز آفاق الاستثمار المتبادل.

ويشير الشهاوي إلى توافق الرؤى بين القيادتين السياسيتين في البلدين، مما يصب في مصلحة كلا الطرفين ويعزز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك