وسط تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، اتفقت مصر وروسيا على تعزيز التنسيق السياسي بينهما، بهدف مواجهة هذه التحديات المشتركة. جاء هذا الإعلان عقب لقاء جمع وزيري خارجية البلدين في القاهرة، حيث بحثا سبل تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية الملحة.
شراكة استراتيجية
أكد وزير الخارجية المصري على عمق العلاقات التي تربط مصر وروسيا، مشيراً إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. كما سلط الضوء على استضافة القاهرة للمنتدى الوزاري الثاني للشراكة الروسية – الأفريقية، مما يعكس دور مصر المحوري في تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية، وتعزيز أطر التعاون الثلاثي.
تقدير روسي للدور المصري
عبّر وزير الخارجية الروسي عن تقدير بلاده لاستضافة مصر للمنتدى الوزاري، مشيراً إلى مناقشات مثمرة حول تطوير العلاقات بين موسكو وجامعة الدول العربية، مؤكداً على أهمية دور القاهرة كمقر للجامعة. وشدد على أن التنسيق السياسي بين مصر وروسيا سيتسع في المحافل الدولية وضمن الحوارات مع الدول العربية.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالإضافة للوزراء الأفارقة المشاركين في الاجتماع، لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ملفات إقليمية ودولية
شملت المباحثات المصرية الروسية تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والسودان، وليبيا، وإيران، والأزمة الأوكرانية. وأكد الوزير المصري على أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين لتحقيق الأمن والاستقرار، معرباً عن ترحيبه بالتعاون مع موسكو لدعم السلام وتسوية الأزمات بالحلول السياسية.
جهود وقف إطلاق النار في غزة
ناقش الوزيران الجهود المبذولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات، معربين عن قلقهما بشأن السياسات التي تقوض التهدئة وتزيد من التصعيد. وأكدا على ضرورة ممارسة الضغوط لوقف الانتهاكات وإدخال المساعدات دون شروط للمساهمة في إغاثة الفلسطينيين.
حل القضية الفلسطينية
جدد وزير الخارجية الروسي دعم بلاده لحل القضية الفلسطينية على أساس المرجعيات الدولية وحل الدولتين، مع إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الأزمة السودانية والتوترات الليبية
أعرب الوزير المصري عن قلق بلاده البالغ إزاء استمرار التصعيد في السودان، مشيراً إلى وجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها حفاظاً على الأمن القومي المصري. اتفق الطرفان على ضرورة إنهاء الأزمة السودانية وحماية وحدة أراضيها. وفيما يتعلق بليبيا، أكدا على أهمية إجراء الانتخابات لتشكيل قيادة موحدة قادرة على إنهاء الانقسام.
الملف النووي الإيراني وموقف مصر الثابت
شدد الجانبان على أهمية خفض التصعيد وبناء الثقة بشأن الملف النووي الإيراني، مما يتيح فرصة للحلول الدبلوماسية واستئناف الحوار. وأكد الوزير المصري على موقف بلاده الثابت الداعي إلى تسوية الأزمات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية حفاظاً على الأمن والاستقرار.
الشراكة الاقتصادية المتنامية
تناولت المحادثات العلاقات الثنائية، مع التركيز على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، وأهمية دفع مشروعات التعاون الجارية، مثل محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس، وزيادة التبادل التجاري والتعاون في مجالات السياحة والنقل، وتسريع العمل في المنطقة الصناعية الروسية.
رمز جديد للعلاقات المصرية الروسية
اعتبر الوزير المصري محطة الضبعة النووية “لحظة تاريخية” تجسد عمق العلاقات بين البلدين. وأكد وزير الخارجية الروسي أن التبادل التجاري بين مصر وروسيا وصل إلى 9.3 مليار دولار بزيادة 31% مقارنة بعام 2023، مشيراً إلى أن محطة الضبعة تمثل رمزاً جديداً لتقوية العلاقات بعد السد العالي.
وعلى هامش الاجتماع زاد الوزير المصري من وتيرة اللقاءات الثنائية مع نظرائه الأفارقة، على هامش أعمال “الاجتماع الوزاري الروسي – الأفريقي” الذي تستضيفه القاهرة على مدار يومين.