في خطوة لتعزيز التعاون الإقليمي، اتفقت مصر وتشاد على تدشين مشروعات تنموية مشتركة، أبرزها مشروع “الربط الإقليمي الثلاثي مع ليبيا”، وذلك خلال اجتماع وزاري مشترك في القاهرة.
تعزيز الشراكة المصرية التشادية
شهدت القاهرة اجتماعات مكثفة للجنة المصرية التشادية المشتركة، برئاسة وزيري خارجية البلدين، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.
وأكد وزير الخارجية المصري على دعم بلاده لجهود تشاد، باعتبارها شريكًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد.
مجالات التعاون المشترك
جرى التأكيد على أهمية استغلال الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية والنقل والزراعة والتعليم والاتصالات والبترول والثروة المعدنية والإسكان.
كما تضمن التعاون المقترح تعزيز التبادل التجاري، من خلال زيادة الواردات المصرية من اللحوم التشادية، وزيادة الصادرات الدوائية المصرية إلى تشاد.
ووقع الجانبان مذكرات تفاهم حول المشاورات السياسية، والتعاون بين المعهدين الدبلوماسيين، والتعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والاستثمار.
أهمية استراتيجية للتحالف
أكدت مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قرارات اللجنة المشتركة بين مصر وتشاد تحمل أهمية استراتيجية على مستويات مختلفة، معتبرة أن هذه الخطوة تأخرت كثيراً.
وترى أن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين يساعد تشاد في مواجهة خطر الإرهاب، ويدعم جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، كما سينعكس إيجابًا على العلاقات المصرية الليبية.
دور تشاد في الأزمة السودانية
شددت على أن تعزيز التعاون المصري التشادي يأتي في توقيت دقيق، مع الأخذ في الاعتبار تداعيات الحرب السودانية على تشاد، مشيرة إلى إمكانية لعب تشاد دورًا مهمًا في وقف إطلاق النار.
كما أكدت على أن الشراكة بين مصر وتشاد تدفع باقتصاد البلدين، وتنعكس على جودة الحياة، خاصة مع حاجة تشاد إلى تطوير اقتصادها والاستفادة من ثرواتها الطبيعية.
طريق التنمية والتجارة
أشارت إلى أن الطريق البري الذي يربط مصر وتشاد عبر ليبيا سيكون له تأثير بالغ الأهمية على حركة التجارة في أفريقيا، ويدعم خطط التنمية الأفريقية، كما سيمكن تشاد من تصدير منتجاتها الزراعية وثروتها الحيوانية.
يهدف مشروع الطريق البري إلى تعزيز التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث، وينقسم إلى قطاعات في كل من مصر وليبيا وتشاد، حيث تم البدء في تنفيذ القطاع الأول داخل الأراضي المصرية.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة المقاولون العرب المصرية والحكومتين الليبية والتشادية للبدء في أعمال الدراسات المساحية والبيئية والتصميم المبدئي للطريق داخل ليبيا وتشاد.
تعزيز التنسيق الأمني
أكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن العلاقة بين مصر وتشاد استراتيجية وممتدة، مشيرًا إلى أن دعم هذه العلاقة يعزز التنسيق السياسي والأمني، خاصة في مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة.
وشدد على أهمية التعاون والتنسيق مع مصر في ملفات الأمن في ليبيا، وملف الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه تشاد في الأزمة السودانية، باعتبارها دولة جوار.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن اتفاقات الشراكة مع مصر، وتنفيذ الطريق البري الذي يربط بين البلدين عبر ليبيا، سيعزز فرص التنمية في تشاد، ويفتح آفاقًا لتصدير سلعها.