الإثنين 4 أغسطس 2025
spot_img

مصر وتركيا تتحدان لإنهاء مأساة غزة

spot_img

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، تتكاتف جهود مصر وتركيا لوقف التصعيد الإسرائيلي، والعمل على تأمين إطلاق سراح الرهائن، وكسر الحصار المفروض على القطاع. خبراء يرون في هذا التعاون المصري التركي، المتنامي، بارقة أمل لحل قضايا المنطقة، وعلى رأسها الحرب في غزة.

مباحثات مصرية تركية

أجرت مصر وتركيا مباحثات هاتفية رفيعة المستوى، الأحد، لبحث سبل مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

تلقى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالاً من نظيره التركي، هاكان فيدان، لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، والتركيز بشكل خاص على الوضع المأساوي في غزة.

مواجهة سياسة التجويع

أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن الوزيرين شددا على ضرورة العمل المشترك لمواجهة سياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها إسرائيل في غزة.

أطلع عبد العاطي نظيره التركي على الجهود المصرية المكثفة، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى القطاع.

وقف إطلاق النار فورا

شدد الوزيران على أهمية الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتحرك المشترك مع الفاعلين الدوليين للتصدي لانتهاكات إسرائيل لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كما بحث الجانبان آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الإقليمية، بما في ذلك الأزمتين السورية والليبية، في ظل المساعي المشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

تحرك عربي وإسلامي

يرى بشير عبد الفتاح، الباحث في العلاقات الدولية، أن التعاون المصري التركي الحالي يمكن أن يساهم في إنهاء المأساة في غزة.

وأشار إلى أن تركيا، بصفتها عضواً في حلف الناتو ومجلس أوروبا، ومصر، كدولة محورية في محيطها العربي والإقليمي، يمكنهما قيادة تحرك عربي وإسلامي ودولي واسع النطاق من خلال منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة.

علاقات وثيقة بالأطراف

أكد عبد الفتاح أن مصر وتركيا تتمتعان بعلاقات وثيقة بالأطراف المتنازعة، سواء إسرائيل أو حركة حماس، ما يمكنهما من المساهمة في التأثير عليهما.

كما أشار إلى العلاقة الطيبة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، وقدرتهما على العمل معاً للتأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإقناعه بالتحرك لإنهاء مأساة غزة.

تطور العلاقات الثنائية

شهدت العلاقات المصرية التركية تطورات إيجابية ملحوظة، تجسدت في جولة المشاورات السياسية التي استضافتها مصر في يونيو الماضي، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.

بالإضافة إلى ذلك، قامت أنقرة بتوقيف وترحيل عنصر إخواني تتهمه القاهرة بالتخطيط لأعمال تخريبية في مصر، في خطوة تعكس التقارب المتزايد بين البلدين.

دعم وتعزيز العلاقات

تأتي هذه التطورات في إطار التقارب بين مصر وتركيا، على الرغم من وجود خلافات حول قضايا عدة، مثل غاز المتوسط والتحركات التركية في ليبيا وبعض دول القرن الأفريقي.

إلا أن العلاقات شهدت دفعة قوية، خاصة بعد زيارة الرئيس المصري لتركيا في أواخر العام الماضي، وتبادل البلدان تعيين سفيرين، ما يعكس المساعي لتعميق العلاقات وتحسينها.

نتائج إيجابية مرتقبة

المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، يرى أن أي تقارب وتعاون مصري تركي سيؤدي إلى نتائج إيجابية، خاصة في مواجهة التوسع الإسرائيلي في المنطقة.

ويشير إلى أن مصر وتركيا قوتان كبيرتان في الشرق الأوسط، وتعاونهما في قضايا المنطقة، وعلى رأسها الحرب في غزة والقضية الفلسطينية، سيحدث أثراً إيجابياً بلا شك.

تقصير أمد المأساة

يؤكد رضوان أوغلو أن التعاون المصري التركي في قضية غزة وفلسطين قد لا يحقق نتائج فورية قوية بسبب الدعم الأميركي القوي لإسرائيل.

لكن استمرار هذا التعاون والضغط مع القوى الأخرى في المنطقة والعالم سيؤدي بالتأكيد إلى أثر إيجابي يساعد في تقصير أمد إنهاء مأساة غزة.

نفوذ عسكري ودبلوماسي

البرلماني التركي السابق، رسول طوسون، يتفق مع هذا الرأي، مشيراً إلى أن مصر وتركيا قوتان مهمتان في المنطقة، ولديهما النفوذ العسكري والدبلوماسي.

ويؤكد أن استخدام هذه الأدوات عبر التعاون بينهما سيؤدي بلا شك إلى تسريع وتيرة العمل من أجل وقف الحرب في غزة، وحل القضية الفلسطينية بشكل دائم.

الاحتفال بمرور 100 عام

وفقاً لبيان الخارجية المصرية، أشاد الوزيران بالتطور الملموس الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات.

كما ثمنا زيادة وتيرة الزيارات الثنائية رفيعة المستوى، بما يسهم في مزيد من التعاون والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، خاصة مع الاحتفال بمرور 100 عام على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك