مصر: لا تخفيف للأحمال رغم ضغوط استهلاك الكهرباء

مصر تتعهد بعدم تخفيف أحمال الكهرباء صيفًا

جددت الحكومة المصرية تعهدها بعدم العودة إلى تطبيق نظام “تخفيف أحمال الكهرباء” خلال أشهر الصيف الحالية، مؤكدة قدرتها على استيعاب الضغوط الاستهلاكية المتزايدة، رغم ارتفاع معدلات الاستهلاك تزامناً مع الموجة الحارة التي تشهدها البلاد.

التزام حكومي باستقرار التيار

أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي، الالتزام الكامل باستمرار انتظام التيار الكهربائي وعدم اللجوء إلى تخفيف الأحمال. وأشار إلى أن الانقطاعات التي شهدتها محافظة الجيزة مؤخراً، كانت نتيجة لأحمال زائدة تجاوزت القدرة الاستيعابية للشبكة لفترات طويلة، مما أدى إلى حدوث أعطال في الكابلات الرئيسية.

خطط بديلة للطوارئ

وجه رئيس الوزراء الوزراء المعنيين بوضع سيناريوهات تحسباً لأسوأ الظروف المحتملة، مع الأخذ في الاعتبار الزيادة المتوقعة في الأحمال نتيجة للتغيرات المناخية. وشدد على ضرورة وجود خطط بديلة للطوارئ تضمن عدم تكرار ما حدث في محطة محولات “جزيرة الدهب” بالجيزة، والذي تسبب في توقف 3 محطات مياه رئيسية وانقطاع التيار لساعات طويلة في مناطق متعددة.

انتقادات واسعة للحكومة

واجهت الحكومة انتقادات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في محيط محافظة الجيزة. واعتذر رئيس الوزراء عن العطل، مؤكداً أن العديد من المواطنين تأثروا بانقطاع المياه أيضاً نتيجة لتوقف الشركات المشغلة بسبب انقطاع الكهرباء.

أرقام قياسية في استهلاك الكهرباء

سجلت أحمال شبكة الكهرباء في مصر أرقاماً قياسية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث بلغت الذروة الاستهلاكية 39400 ميغاوات. ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 1400 ميغاوات مقارنة بالعام الماضي، وتشير بيانات وزارة الكهرباء إلى زيادة مستمرة في الاستهلاك سنوياً.

تجنب تخفيف الأحمال

لا نية لتخفيف الأحمال

أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، عدم وجود أي نية للجوء إلى تخفيف الأحمال، مشيراً إلى قدرة الدولة على مواجهة الضغوط الاستهلاكية. وأوضح أن الحكومة تعمل على تنفيذ خطة شاملة لإصلاح البنية التحتية في قطاع الكهرباء، بهدف ضمان استقرار الإمدادات الكهربائية وتجنب الانقطاعات المستقبلية.

إصلاحات شاملة للبنية التحتية

تتبنى الحكومة المصرية خطة إصلاح شاملة للبنية التحتية في قطاع الكهرباء، تهدف إلى تعزيز قدرة الشبكة على استيعاب الأحمال المتزايدة وتلبية احتياجات المواطنين والقطاعات الاقتصادية المختلفة. وتشمل هذه الخطة تحديث المحطات القائمة وإنشاء محطات جديدة، بالإضافة إلى تطوير شبكات النقل والتوزيع.

التعامل العلمي مع الاحتياجات

أكد عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب المصري، عبد الباقي تركيا، أن الحكومة نجحت في التغلب على المشكلات التي تفاقمت العام الماضي، من خلال التعامل العلمي مع الاحتياجات الفعلية للمواطنين ومراعاة ذروة الاستهلاك في ظل ارتفاع درجات الحرارة. واعتبر أن الأعطال التي تحدث في بعض المحطات بين الحين والآخر “أمر طبيعي ويمكن التعامل معه”.

معدلات استهلاك كبيرة

يرى تركيا أن تسجيل معدلات استهلاك كبيرة على الشبكة الكهربائية في الأيام الماضية دون تطبيق سياسة تخفيف الأحمال “يبشر بقدرة الحكومة على الاستمرار بالوتيرة نفسها خلال الفترة المتبقية من الصيف”.

توفير الغاز وتلبية الاحتياجات

سياسات حكومية جديدة

أشار أستاذ هندسة الطاقة في مصر، رمضان أبو العلا، إلى تغير السياسات الحكومية في التعامل مع أزمة انقطاع الكهرباء. وأوضح أن سفن “التغويز” الثلاث التي تم الاستعانة بها ودخولها الخدمة لتسييل الغاز، ساهمت في توفير الفارق بين الاستهلاك والإنتاج المقدر بنحو 2.2 مليار قدم مكعبة، مع توقع دخول سفينة رابعة الخدمة قريباً.

استيراد الغاز المسال

أكد أبو العلا أن خطوة الاستعانة بسفن التغويز لم تنجح فقط في انتظام التيار الكهربائي، بل ساهمت أيضاً في “عدم اللجوء إلى قطع الغاز عن المصانع”، مما يحافظ على استمرارية الإنتاج والنشاط الاقتصادي.

وحدات التغويز العائمة

وحدات وسفن “التغويز” هي محطات عائمة تقوم بتسلم شحنات الغاز المستوردة وتحويلها من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية الصالحة للاستهلاك المباشر. وتعتبر هذه الوحدات حلاً سريعاً وفعالاً لتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في مصر.