تواجه شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة صعوبات بالغة في العبور، حيث يقضي السائقون أيامًا أمام معبر رفح على الجانب المصري، في انتظار إدخال شاحناتهم المحملة بالمواد الغذائية والإغاثية، رغم العراقيل الإسرائيلية.
معاناة السائقين
أحمد صلاح عارف، سائق مصري يبلغ من العمر 45 عامًا، يقبع منذ عشرة أيام في كابينة شاحنته أمام معبر رفح، يحمل أملًا في إيصال المساعدات إلى غزة المنكوبة.
سبق لعارف أن وصل إلى معبر “كرم أبو سالم” الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، لكن السلطات الإسرائيلية منعته من الدخول دون إبداء أسباب واضحة.
تفتيش وإرجاع الشاحنات
أكد عارف أن عبور الشاحنات من الجانب المصري لا يعني بالضرورة دخولها إلى غزة، مشيرًا إلى أن العديد من الشاحنات تخضع للتفتيش من الجانب الإسرائيلي، وقد يتم إرجاع نصفها.
تعمل مصر على إدخال المساعدات عبر معبر “كرم أبو سالم” بعد إغلاق سلطات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح، مع التأكيد على أن المعبر ما زال مفتوحًا من الجانب المصري.
آلية العبور الحالية
منذ 27 يوليو الماضي، تفتح مصر بوابة فرعية على يمين بوابة معبر رفح، تسلك من خلالها الشاحنات الطريق إلى “كرم أبو سالم” الذي يبعد حوالي 4 كيلومترات.
أفادت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي لـ”الهلال الأحمر المصري”، بأن نحو 800 شاحنة مساعدات فقط، تحمل 8 آلاف طن من المساعدات، قد دخلت فعليًا إلى قطاع غزة منذ 27 يوليو الماضي، من أصل أكثر من ألف شاحنة عبرت من مصر.
رفض المساعدات و”التعنت”
أشارت الدكتورة آمال إلى أن الجانب الإسرائيلي يرفض العديد من الشاحنات بداعي نفاد الوقت المخصص للتفتيش أو عدم مناسبتها، مؤكدة إصرارهم على إرسال ذات الشاحنات مرات عدة.
وصفت المسؤولة في “الهلال الأحمر المصري” الأمر بـ”التعنت المتعمد”، مؤكدة عدم وجود قائمة بالمرفوضات الإسرائيلية من المساعدات.
تحركات على معبر رفح
شهد معبر رفح البري حراكًا ملحوظًا، حيث اصطفت شاحنات المساعدات التابعة لهيئات مختلفة، مثل “التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي” و”الهلال الأحمر المصري”.
اصطفت قافلة “التحالف الوطني” رقم 11، التي تضم 200 شاحنة متنوعة، أمام معبر رفح تمهيدًا للدخول إلى معبر “كرم أبو سالم” وتسليمها لقطاع غزة.
إجراءات التفتيش الإسرائيلية
وصف محمد جودة، سائق إحدى شاحنات المساعدات، عملية التفتيش الإسرائيلية عند معبر “كرم أبو سالم”، مشيرًا إلى أن الجنود يقومون بإنزال السائق وفتح جميع الصناديق وأخذ عينات للتفتيش، وهي عملية قد تستغرق 4 ساعات لعدد صغير من الشاحنات.
أضاف جودة أن البعض يتم السماح لهم بالدخول، بينما يتم رفض آخرين بحجة نفاد وقت دخول المساعدات، ليعودوا بعدها إلى الجانب المصري على أمل النجاح في مرة أخرى.
تنسيق مع مصر
أكد محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، أن استئناف عبور المساعدات يجري وفق اتفاق وتنسيق مباشر مع مصر فقط، بعد الخلافات التي أدت إلى نقض الاتفاق السابق بين إسرائيل و”حماس” ومصر وقطر.
أعربت المدير التنفيذي لـ”الهلال الأحمر المصري” عن قلقها بشأن “فساد بعض المساعدات الغذائية نتيجة تأخر دخولها”، مؤكدة أن “المعوقات الإسرائيلية تزيد من صعوبة المهمة، حيث يقوم مندوبو الهلال الأحمر بمراجعة دورية لتلك المساعدات للتأكد من صلاحيتها”.