القاهرة تحذر من تجاوز “الخطوط الحمراء” في السودان، وتلوح بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، وذلك بالتزامن مع استقبال الرئيس السيسي للبرهان وتأكيد دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسيادته وأمنه.
دعم مصري سوداني
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال استقباله رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان. و شدد على سيادته وأمنه واستقراره، معلناً عن استعداد بلاده لبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك.
جددت مصر دعمها لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، في إطار توجه الإدارة الأميركية لتسوية المنازعات.
محددات الأمن القومي
وضعت القاهرة خطوطاً حمراء للمرة الأولى حيال الأزمة السودانية، مشددة على أنها لا يمكن أن تسمح بتجاوزها، لما يمثله ذلك من مساس مباشر بالأمن القومي المصري والسوداني. وتضمنت المحاذير المصرية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
الحفاظ على وحدة الأراضي السودانية و منع المساس بمقدرات شعبه، ورفض انفصال أي جزء من أراضيه، إضافة إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، ومنع المساس بها خط أحمر آخر، وفقاً للرئاسة المصرية.
تفعيل اتفاقية الدفاع
أكدت مصر حقها الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة، التي يكفلها القانون الدولي، ومن بينها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين. وذلك بهدف ضمان عدم المساس بالخطوط الحمراء التي تم وضعها أو تجاوزها.
في مارس 2021، وقّعت مصر اتفاقية تعاون عسكري مع السودان، تغطي مجالات التدريب وتأمين الحدود ومواجهة التهديدات المشتركة، وسبقها اتفاق للدفاع المشترك عام 1976.
مواجهة التهديدات
أكد يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، على ارتباط الأمن القومي المصري بوحدة الأراضي السودانية. وأشار إلى أن وجود “مؤامرات” تهدف لتقسيم السودان، يستدعي وضع “خطوط حمراء” لعدم تجاوزها.
أضاف كدواني أن الموقف المصري بشأن الحفاظ على وحدة السودان قوي وثابت، مع التأكيد على قدرة القاهرة على تنفيذ مبادرات حماية مؤسسات الدولة السودانية.
قلق بالغ إزاء التصعيد
أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء استمرار التصعيد والتوتر في السودان، وما نجم عنه من مذابح وانتهاكات لحقوق الإنسان، خاصة في الفاشر. وجددت رفضها لإنشاء أي كيانات موازية أو الاعتراف بها، باعتبار أن ذلك يمس وحدة البلاد.
التنسيق المصري السوداني يهدف لحماية الأمن القومي للبلدين في إطار مجلس الدول المتشاطئة على البحر الأحمر، وفقاً للسفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية.
مبادرات دولية
يدعم الموقف المصري مبادرة “الرباعية الدولية” ومبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة. وتساند القاهرة تنفيذ “خريطة طريق” تبدأ بهدنة لثلاثة أشهر، ودمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.
تضم “الرباعية” كلاً من السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة الأميركية، وكانت قد طرحت في شهر أغسطس الماضي “خريطة طريق” تدعو إلى هدنة تتبعها هدنة دائمة وبدء عملية سياسية.
جهود السلام
تأتي زيارة البرهان إلى مصر بعد زيارة مماثلة إلى السعودية، حيث أكد حرص السودان على العمل مع ترمب في جهود تحقيق السلام ووقف الحرب.
وصفت أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الموقف المصري الأخير بأنه “الأكثر حدة منذ اندلاع الحرب”.