نشر الكاتب الصحفي أحمد الدريني صورة قال إنها تشكل أحد أهم القرائن التي تشير إلى أن مصر كانت وراء كشف هوية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين.
صورة تعود لـ1963
تظهر الصورة التي نشرها الدريني أمين الحافظ، رئيس الجمهورية السورية آنذاك، وميشيل عفلق، المفكر البعثي، وصلاح البيطار، رئيس وزراء سوريا الأسبق، مع إيلي كوهين. وقد التقطت الصورة خلال استقبالهم للفريق علي علي عامر، رئيس هيئة أركان القيادة العربية الموحدة، ونشرتها مجلة “الجندي” السورية في العاشر من سبتمبر 1963.
تحقيقات المخابرات المصرية
أوضح الدريني أنه بعد فحص الجهات المسؤولة في مصر لصور الزيارة، لاحظ أحد ضباط المخابرات العامة المصرية إيلي كوهين، مما أدى إلى تقصي الأمر وإبلاغ القاهرة دمشق على الفور.
وأكد أن هذه الصورة تمثل واحدة من أهم الأدلة لكشف هوية إيلي كوهين، الذي وُلِد في الإسكندرية وعُرِف بتورطه في فضيحة “لافون” التي كشفتها المخابرات المصرية وأحبطتها.
خلفيات متعددة
وتابع الدريني أن إيلي كوهين لم يُدين في “لافون” رغم اعتقاله، لكنه فر إلى خارج البلاد، حيث زرعته إسرائيل في الأرجنتين كلاجئ سوري قبل أن يُعيد توطينه في سوريا. وتبقى روايات كثر حول كشف هوية كوهين، مع حرص دمشق على نفي أي فضيلة للقاهرة بسبب التوتر بين العاصمتين بعد الانفصال.
ولتأكيد استنتاجاته، استند الدريني إلى الكتاب الإسرائيلي “جاسوس من إسرائيل”، حيث ذكر مؤلفوه أن إسرائيل تأخرت في إرسال كوهين إلى سوريا لعدم الانتباه إليه من قبل الأجهزة المصرية.
مزاعم المخابرات
كما أشار إلى كتاب “وحيدًا في دمشق” للإسرائيلي شموئيل شيغف، الذي ذكر أن المخابرات المصرية كانت تبحث عن كوهين بعد اعتقاله في سوريا. وتحدث الدريني عن سخرية الصحف المصرية من رواية الحافظ التي زعم فيها أنه اكتشف كوهين من خلال ارتباكه أثناء طلبه قراءة الفاتحة.
روايات أخرى
كما أشار إلى روايتين إضافيتين بشأن مصر، إحداهما تفيد بأن رفعت الجمال/رأفت الهجان هو من تعرف على كوهين وأبلغ السلطات المصرية، بينما تشير الأخرى إلى دور الغامض للواء أمين هويدي، رئيس جهاز المخابرات العامة في الستينات.
أضاف الدريني أن الحديث يدور أيضًا حول الجاسوس المصري الأرميني “كيبوراك يعقوبيان”، الذي أُرسل لقلب إسرائيل بنفس الأساليب التي تعرض لها كوهين.
إسرائيل وسردية كوهين
أكد الدريني أن تعامل إسرائيل مع قصة كوهين كان مدعومًا بالدعاية، حيث حاولت سرقة جثمانه من مقابر اليهود في غوطة دمشق بعد إعدامه، لكن محاولاتها باءت بالفشل.
واختتم الدريني بالتأكيد على أن ما جرى شكل موقفًا معقدًا بين المخابرات المصرية والسورية، مما يبرز أهمية التفاصيل في روايات التجسس.