الإثنين 27 أكتوبر 2025
spot_img

مصر تكثف جهودها لتثبيت الهدنة وإعمار غزة

spot_img

في تحرك مكثف يهدف إلى ترسيخ الهدوء في قطاع غزة، تضاعف مصر جهودها عبر مسارات متعددة بالتعاون مع الأطراف المعنية. تتضمن هذه الجهود زيارة لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى إسرائيل، والتحضير لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار الشهر المقبل، واحتمالية المشاركة في قوة دولية في القطاع.

مصر تدعم السلام

استضافت مصر، وشاركت في مفاوضات في شرم الشيخ أسفرت عن اتفاق بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 أكتوبر الماضي، دخل حيز التنفيذ في اليوم التالي، بموافقة واشنطن ودول المنطقة. شهدت المدينة ذاتها مراسم توقيع الاتفاق بحضور قادة دوليين، بتوقيع مصري قطري تركي أمريكي.

وعلى هامش توقيع الاتفاق، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قادة العالم لحضور مؤتمر إعمار غزة الدولي في نوفمبر المقبل، بتنظيم مصري ودعم دولي. تبع ذلك اتصالات مكثفة من وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للتحضير للمؤتمر.

زيارة القاهرة لتل أبيب

شكلت زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى إسرائيل، قبل نحو أسبوع، علامة فارقة في جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. تعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى بعد فترة من التوترات المتصاعدة.

التقى رشاد خلال الزيارة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث ناقشا العلاقات المصرية الإسرائيلية، وتعزيز السلام، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو.

دور محوري لمصر

الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، يؤكد على الدور المصري المحوري في الوساطة بقطاع غزة، وهو ما تجسد في احتضان الاتفاق والتحركات الجادة لضمان استمراره.

قوة دولية في غزة

ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية نقلاً عن دبلوماسيين، أنه يجري إعداد اقتراح لمجلس الأمن، بدعم أوروبي وأمريكي، لمنح قوة استقرار دولية مخطط لها صلاحيات واسعة النطاق للسيطرة على الأمن داخل غزة، مع توقعات قوية بأن تقودها مصر.

خطة ترمب المكونة من 20 بنداً تنص على تشكيل “قوة استقرار دولية مؤقتة لنشرها فوراً” في غزة، لتوفير التدريب والدعم لقوات الشرطة الفلسطينية. أكد اجتماع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة على أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية المؤقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار.

تحديد مواقع الرهائن

صرح مسؤول دفاعي إسرائيلي بأن فريقاً مصرياً دخل قطاع غزة برفقة مركبات هندسية للمساعدة في تحديد مواقع جثث الرهائن، بموافقة إسرائيلية. أكدت قناة “القاهرة الإخبارية” الفضائية تلك الأنباء.

سلمت حركة “حماس” حتى الآن رفات 15 رهينة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب الحركة بالمزيد من المساعدة لتحديد مواقع الرفات المتبقية.

تهدئة التوتر مع مصر

أكد فرج أن إسرائيل حاولت افتعال التوتر مع مصر لإلهاء الداخل الإسرائيلي، مشيراً إلى أن مشاركة مصر في القوات الدولية مرتبطة بالموقف العربي والإقرار الأممي.

يرى عضو “المجلس المصري للشؤون الخارجية” الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن هذه التحركات تأتي ضمن الأدوار المصرية لمنع أي عراقيل إسرائيلية، مع مراعاة الأمن القومي للبلاد، ودعم القضية الفلسطينية بشكل متوازن.

إعادة الإعمار قريبا

يشير أنور إلى أن الموقف الأخير لمصر بالتحرك للمساعدة في استخراج الجثامين بموافقة إسرائيلية تحت ضغوط أمريكية، يعني أن مصر تدفع مع الوسطاء باتجاه صمود اتفاق وقف إطلاق النار.

جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، لتناول مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة.

المصالحة الفلسطينية

أنور يرى أن مصر تراهن على دعم مسار المصالحة الفلسطينية بشكل كبير في محادثات القاهرة، ودفع مسار إعادة الإعمار، بهدف إنهاء الأزمة في القطاع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك