أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، استجابة القاهرة لطلب حكومة الصومال بإرسال قوات عسكرية وشرطية إلى بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار (AUSSOM)، في خطوة تهدف لتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة الإرهاب.
أهمية التعاون الإقليمي
وأكّد وزير الخارجية أن هذا القرار يأتي في إطار جهود مصر لاستعادة التوازن الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، مع التأكيد على ضرورة التصدي للتحديات الإرهابية المتزايدة.
وفي مقال له في موقع نيوز 24 الجنوب إفريقي، أشار عبد العاطي إلى أن المنطقة تمثل “امتداداً جغرافياً واستراتيجياً طبيعياً مضطرباً” لمصر، مرتبطاً بمسارات مياه النيل وكافة أمور الملاحة في البحر الأحمر. وشدّد على أن “المراقبة السلبية أو الدبلوماسية التقليدية لم تعد كافية”.
التهديدات الأمنية
كما حذر عبد العاطي من “الروابط الناشئة بين الشباب الصوماليين والحوثيين في اليمن”، والتي تشكّل تهديدات أمنية معقدة. ولفت إلى “المحاولات غير الشرعية من قبل إثيوبيا لإنشاء وجود عسكري بحري على سواحل البحر الأحمر”، في انتهاك صارخ للسيادة الإقليمية.
وأوضح أن تاريخ العلاقات الثقافية والتجارية بين مصر والصومال يمتد لآلاف السنين، بدءًا من عصر الملكة حتشبسوت، واستمر خلال فترات الاستعمار والتحرر الأفريقي، حيث دعمت مصر الحركات التحررية في صوماليا وجيبوتي وإريتريا.
الأزمات الإقليمية
وربط بين انهيار نظام سياد بري في الصومال عام 1991 وما تلاه من تفتيت للوحدة الصومالية، حيث توضح الصراعات الراهنة مثل الحرب الإريترية-الإثيوبية والحرب الأهلية في تيغراي أبعاداً جديدة للأزمات الإقليمية.
وسلط الضوء على أزمة السودان، التي دخلت عامها الثالث دون حل سياسي، مما أدى إلى تداعيات إنسانية خطيرة واهتمام خارجي بثرواتها، ما يهدد بتحويلها إلى ساحة نزاع إقليمي جديد.
الجهود الدبلوماسية المصرية
وفي سياق الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر، أكد الوزير أن هذه الأحداث تشكل دافعاً لخطط عسكرية غير مسبوقة تشمل قوى إقليمية غير ساحلية، مما ينذر بتصاعد حدة الصراعات.
وكشف عبد العاطي عن مجهودات مصر لتعزيز الروابط الثنائية مع كل من جيبوتي وإريتريا وكينيا والصومال، وذلك من خلال مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم، من أجل بناء “علاقات متعددة الأبعاد مزدهرة”.
توجيهات القيادة المصرية
وأبرز توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مصر ستسخر كافة أدوات دبلوماسيتها لاستعادة الاستقرار في القرن الإفريقي، والدخول في شراكات حقيقية ومتعددة الأبعاد مع دول المنطقة.