وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزارة السياحة والآثار بضرورة إنشاء مخزن جديد وآمن لحماية القطع الأثرية، وذلك في ضوء تزايد حالات سرقة الآثار، وفقاً لتصريحات الإعلامي عمرو أديب.
توجيهات الرئيس
أفاد الإعلامي عمرو أديب خلال تقديمه لحلقة يوم الأحد من برنامجه “الحكاية”، بأن وزير السياحة والآثار شريف فتحي كشف عن تكليف الرئيس السيسي له بإنشاء مخزن مؤمن يستخدم أحدث التكنولوجيا. هذا المخزن يأتي استجابةً للأزمة المتزايدة التي تهدد التراث المصري.
تحقيقات سرقة الآثار
في هذا السياق، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إحالة واقعة اختفاء لوحة أثرية نادرة من الحجر الجيري، والتي تُظهر مشاهد لحياة اليومية في الدولة القديمة، إلى النيابة العامة للتحقيق. اللوحة المفقودة تبلغ أبعادها 40×60 سم، وقد تم اكتشافها من خلال جرد أجراه لجنة تحت إشراف الدكتور عمرو الطيبي.
المقبرة التي تفتقد اللوحة، والمعروفة بمقبرة “خنتي كا”، مغلقة تماماً منذ عام 2019، مما يثير تساؤلات حول كيفية حدوث السرقة. ويُعتقد أن السرقة وقعت بين عامي 2018 و2019، وتم اكتشافها مؤخراً، وتعتبر اللوحة مرجعية مهمة في علم المصريات.
تشكيل لجان لمتابعة الحوادث
وحسب تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور عمرو الطيبي لمتابعة الحادث وتحقيق جرد شامل لمحتويات المقبرة بعد الإبلاغ عن الواقعة.
تعكس هذه الحادثة مشكلة تسربت عبر العصور، حيث تعرضت الآثار للسرقة بشكل مستمر. فالتاريخ يشهد على “سرقات مشروعة” في القرنين 19 و20 نتيجة قوانين سمحت بتصدير القطع إلى متاحف في أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى سرقات حديثة مثل تلك التي وقعت في 2011.
جهود استرداد الآثار
على الرغم من نجاح مصر في استرداد الآلاف من القطع الأثرية عبر جهود دبلوماسية مع اليونسكو واتفاقيات دولية، إلا أن الثغرات الأمنية في المخازن والمواقع، مثل سقارة، لا تزال تمثل تحدياً. وفي ضوء هذه المخاطر، جاءت توجيهات الرئيس السيسي لتعزيز الحماية عبر استخدام تكنولوجيا متقدمة، كجزء من استراتيجية شاملة تحمي التراث الوطني الذي يُعتبر مصدراً رئيسياً لدعم الاقتصاد عبر السياحة.