أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استمرار مصر في جهودها الرامية إلى تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، استنادًا إلى القرار الصادر عن مجلس الأمن مؤخرًا.
جهود قوية لوقف إطلاق النار
وخلال استقباله للوزير الأول للجمهورية الجزائرية، سيفي غريب، أكد السيسي على ضرورة تقوية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع ضرورة تجنب أي انتهاكات للاتفاق وتعزيز تدفق المساعدات الإنسانية. كما تم التطرق إلى التحضير لعملية إعادة إعمار القطاع.
وأعلن الرئيس المصري عن اعتزام القاهرة استضافة مؤتمر دولي للتركيز على عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، مشددًا على أهمية الحد من الانتهاكات الموجهة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
أزمة النازحين في غزة
في سياق موازٍ، تواجه 1.4 مليون نازح في غزة أزمة حادة بسبب الأمطار الشتوية التي هطلت منذ 14 نوفمبر، حيث غرقت آلاف الخيام في مخيمات دير البلح وغزة سيتي، مع ارتفاع منسوب المياه بمقدار 50 سم. تسببت هذه الظروف في تدمير الملاجئ والأغراض الأساسية.
وصف الدفاع المدني الفلسطيني الوضع بـ”الكارثة الحقيقية”، مشيرًا إلى إغلاق المستشفيات الميدانية وانتشار مياه الصرف المختلطة، مما يهدد بانتشار أمراض مثل الكوليرا. وأفادت الأمم المتحدة بأن إسرائيل تقيّد دخول مواد الإغاثة، رغم التزامها بتوفير 800 شاحنة يوميًا، مما يزيد من تفاقم نقص الغذاء والدواء لحوالي 90% من السكان.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، بعد توقيع “شرم الشيخ للسلام”، المبني على خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلام، والتي تتضمن 20 نقطة وتم اعتمادها عبر قرار مجلس الأمن رقم 2803 في 17 نوفمبر 2025.
يشمل الاتفاق الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين وسحب القوات الإسرائيلية إلى “الخط الأصفر” الذي يفصل بين مناطق السيطرة، مع وقف العمليات العسكرية وفتح المعابر بهدف تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بما يقدر بـ 800 شاحنة يوميًا.
التحديات المستمرة
كما يتضمن الاتفاق تشكيل حكومة فنية انتقالية فلسطينية برئاسة “مجلس سلام دولي”، مع إشراف قوة أمنية دولية على عملية نزع سلاح غزة، بالإضافة إلى وجود خطط لإعادة الإعمار تتراوح قيمتها بين 50 إلى 100 مليار دولار.
ومع ذلك، يواجه الاتفاق تحديات جسيمة، حيث اتهمت حماس إسرائيل بارتكاب انتهاكات بلغ عددها 497 انتهاكًا في 44 يومًا، ما أسفر عن مقتل 342 مدنيًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، جراء القصف الذي شهدته خان يونس وغزة يوم 24 نوفمبر، والذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص.


