مصر تطلق آلية وطنية لجمع التبرعات لإعادة إعمار غزة، في خطوة تهدف إلى دعم جهود التعافي بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. تأتي هذه المبادرة مع استعداد مصر لاستضافة مؤتمر دولي حول إعادة إعمار القطاع، ما يعكس التزامها تجاه القضية الفلسطينية.
آلية دعم الإعمار
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بدراسة إنشاء “آلية وطنية” لجمع التبرعات من المواطنين بهدف تمويل إعادة إعمار غزة.
ودعا الرئيس السيسي المواطنين إلى “المساهمة الفاعلة” في جهود الإعمار، تعبيراً عن التضامن والمحبة تجاه الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الاستعدادات لاستضافة المؤتمر الدولي.
تنسيق الجهود
خبراء يرون أن الآلية تهدف إلى تنسيق الجهود بين الجمعيات والمنظمات العاملة في جمع التبرعات، وتعد خطوة رمزية لتأكيد التضامن المصري مع الفلسطينيين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز 70 مليار دولار، مع حجم أنقاض يتجاوز 55 مليون طن.
مساهمات سابقة
سبق لمصر تخصيص 500 مليون دولار في مايو 2021 لإعادة إعمار غزة في أعقاب حرب “سيف القدس”، وإنشاء حساب بنكي خاص لتلقي المساهمات.
وخلال الفترة من 2021 إلى 2023، أنشأت مصر ثلاث مدن سكنية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، تشمل مئات الوحدات السكنية والمحال التجارية والمرافق العامة.
مشاركة مجتمعية
رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، طلعت عبد القوي، أوضح أن ترتيبات إنشاء الآلية الوطنية لم تصدر بعد، مؤكداً أن “المشاركة مفتوحة بلا قيود”.
وأشار عبد القوي إلى أن تشكيل الآلية يحمل رمزية مصرية للمساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، معتبراً أن الثقل الأكبر سيكون من خلال المؤتمر الدولي.
رسالة استقرار
المصريون تبرعوا خلال العامين الماضيين لتقديم الإغاثة الإنسانية، وما زالت معدلات التبرعات مرتفعة. دعوة المصريين للتبرع تعد رسالة للعالم بأن استقرار قطاع غزة هو من استقرار مصر.
وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، مايا مرسي، أكدت أن مصر قدمت أكبر عملية إغاثية إنسانية خلال الحرب، بمشاركة الآلاف من المتطوعين والموظفين.
أبعاد القضية
اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، يرى أن مهمة الآلية تكمن في استقبال التبرعات وتنسيق الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني.
كدواني أضاف أن مصر أنفقت أثماناً باهظة لدعم القضية الفلسطينية، وأن المصريين سيتبرعون بما يتماشى مع قدراتهم، مع التأكيد على أهمية المساهمة الإقليمية والدولية.
خطة متكاملة
مصر قدمت خطة لإعادة إعمار غزة في مارس الماضي، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 53 مليار دولار، تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة.
وتشمل الخطة مشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية، مع فترة زمنية تصل إلى 5 سنوات للانتهاء من الإعمار، و6 أشهر للتعافي المبكر.
تحميل المسؤولية
عضو اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، محمد حسن خليل، يرى أن تبرع المصريين لإعادة إعمار غزة ليس بالأمر السهل مع فداحة الخسائر.
ودعا خليل إلى تحميل إسرائيل مسؤولياتها عن الدمار الذي لحق بغزة، والضغط الدبلوماسي الدولي لتحميلها تكلفة الإعمار، وتسهيل دخول المساعدات.


