الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
spot_img

مصر ترد على مقال سعودي يتجاهل دورها الإقليمي

spot_img

تواصل الجدل الدائر حول مقال الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد “القوى الثلاث بعد خروج إيران”؛ حيث أعرب خبيران مصريان عن استيائهما من تجاهل المقال لدور مصر البارز في معادلة القوى بالشرق الأوسط.

ردود فعل قوية

انتقد الإعلامي نشأت الديهي المقال بشكل حاد ضمن برنامج له على قناة “تين”، مشيرًا إلى أن الراشد قلل من أهمية مصر في مستقبل المنطقة. ووصف الديهي الرؤية التي تروج لها بعض الأطراف العالمية، والتي تتضمن اعتبار إسرائيل وتركيا والسعودية كأقطاب إقليمية، بأنها “انفصام عن الجغرافيا والتاريخ”. وأكد أن “مصر هي الثابت الوحيد في المنطقة”.

رؤية سياسية متباينة

وفي سياق ذلك، أوضح الدكتور حسن سلامة، خبير العلوم السياسية، في تصريحات لـRT، أن هذا النوع من التحليلات “ليس جديدًا” و”يسعى لفرض رؤى مسبقة أكثر من تفسير الوقائع الميدانية”.

وأضاف سلامة أن مثل هذه التحليلات تركز على ما يظهر على السطح دون اعتبار لمقومات القوة الشاملة للدول مثل الإرث الحضاري والدور الدبلوماسي والبعد الثقافي.

مصر والأمن القومي العربي

أكد سلامة أن مكانة مصر “ليست موضع تنافس مع قوى إقليمية”، بل ينبغي أن تكون جزءًا من “الأمن القومي العربي الشامل”. وشدد على أن التكامل بين مصر والسعودية هو ما تحتاجه المنطقة، في مواجهة الأجندات الخارجية التي تستهدف البلدين.

افتقار لمشاريع إقليمية

من جهة أخرى، قدم الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم الدولية بجامعة القاهرة، تحليلاً مخالفًا، مؤكدًا أن القوى الفاعلة إقليميًا تتمثل في تلك التي تمتلك “مشروعًا استراتيجيًا”. وأشار إلى أن القوى الفاعلة حاليًا تشمل:

  • إسرائيل: التي تسعى لاستعادة “الدولة اليهودية” بدعم أمريكا.
  • إيران: التي فقدت تأثيرها الإقليمي بعد تآكل نفوذها في دول مثل العراق وسوريا.
  • تركيا: التي تُعيد إحياء طموحات “الإمبراطورية العثمانية” عبر دعم جماعات إقليمية.

السعودية ومؤثرات جديدة

أوضح عاشور أن المملكة العربية السعودية تهدف إلى دور إقليمي فاعل، مستفيدة من وضعها الجغرافي وتاريخها غير العدائي مع إسرائيل، ساعيةً للحصول على قدرات عسكرية متطورة مثل مقاتلات F-35، وهو ما يجعل تحركاتها “مرحبًا بها من واشنطن وتل أبيب”.

بينما أشار إلى أن “السعودية تتمتع بمساحة جغرافية واسعة واقتصاد قوي”، فقد استنتج أن “دور مصر الإقليمي محدود نسبيًا في الظروف الحالية”، مشيرًا إلى أن الرياض تسير على مسارات غير تقليدية تمنحها زخمًا متزايدًا على الساحة الدولية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك