الأربعاء 15 أكتوبر 2025
spot_img

مصر تدين دعوات إسرائيلية لتحريض على المسجد الأقصى

spot_img

تتوالى الإدانات الرسمية والشعبية في مصر تجاه الدعوات التحريضية التي أطلقتها منظمات استيطانية إسرائيلية، والتي تدعو إلى استهداف المسجد الأقصى وقبة الصخرة، في موقف يعكس قلقًا عميقًا من التصعيدات الأخيرة في القدس.

إدانة قوية

أدان الشيخ سعد الفقي، الباحث الإسلامي ووكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في تصريحات لـRT هذه الدعوات بشدة، مشيراً إلى أنها “تمثل استفزازًا صارخًا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم”. وشدد الفقي على أن مصر ستظل ثابتة في موقفها الرافض لهذه التصريحات الخطيرة، محذرًا من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن المساس بالمقدسات الدينية في القدس.

كما دعا الفقي المجتمع الدولي إلى “تحرك عاجل لوقف هذه الاستفزازات”، مشيرًا إلى تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية داخل الحرم القدسي الشريف، التي تنتهك القانون الدولي وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.

تحذيرات قانونية

في السياق ذاته، أشاد الدكتور محمد محمود مهران، الخبير في القانون الدولي، بالبيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية المصرية الذي استنكر هذه الدعوات. واعتبر مهران أن الموقف المصري “يتجاوز الإدانة الدبلوماسية الروتينية إلى التعبير عن مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه مقدسات الأمة”.

وأكد الخبير القانوني أن هذه الدعوات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مستندًا في ذلك إلى عدة اتفاقيات، منها:

  1. اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية

  2. اتفاقيات جنيف الرابعة

  3. القرارات الأممية المتعلقة بوضع القدس

صمت المجتمع الدولي

وحذر مهران من أن “صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الدعوات يشجع على المزيد من التطرف”، مشددًا على أن المسجد الأقصى يمثل “تراثًا إنسانيًا عالميًا يجب الحفاظ عليه”.

وقد عبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي عن “استنكارها الشديد” لهذه الدعوات، مؤكدة على رفضها القاطع لأي مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

تصاعد التوترات

تتزايد التوترات في القدس مؤخرًا نتيجة للدعوات التحريضية من منظمات استيطانية إسرائيلية، والتي تضمنت نشر فيديو مُنتج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يظهر تفجير المسجد الأقصى وبناء “الهيكل” المزعوم مكانه. الفيديو جاء تحت عنوان “العام المقبل في القدس”.

وصفت الخارجية الفلسطينية هذه الدعوات بأنها “ممنهجة”، ما يثير مخاوف من تصعيد خطير في الوضع الإقليمي، خاصة مع ما يُعتبر ضعفًا في ردود الفعل الدولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.

اعتداءات مستمرة

تتزامن هذه الأحداث مع الاعتداءات المتكررة على المسيحيين في القدس، بما في ذلك منعهم من الوصول إلى كنائسهم خلال الأعياد، مما يُفاقم التوترات الدينية والسياسية في المنطقة.

تأتي هذه التطورات في ظل انتقادات متزايدة للمجتمع الدولي بشأن ما يُعتبر “صمتًا” أو “ضعفًا” في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، ومخالفة إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرار 478 (1980) الذي يرفض ضم القدس الشرقية، وقرارات اليونيسكو التي تشير إلى الطابع الإسلامي للمسجد الأقصى.

اقرأ أيضا

اخترنا لك