تجديد الدعوة المصرية لهدنة شاملة في السودان، مع التركيز على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإدانة الانتهاكات في الفاشر، يأتي في ظل تصاعد وتيرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية.
مصر تدين العنف
أدان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، شمال دارفور، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيرته البريطانية، إيفيت كوبر.
وشدد عبد العاطي على أهمية فتح الممرات الآمنة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومنتظم إلى جميع أنحاء السودان.
سيطرة الدعم السريع
يأتي ذلك بعد إعلان “قوات الدعم السريع” سيطرتها على مدينة الفاشر، التي تعد آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور.
الحكومة السودانية اتهمت “قوات الدعم السريع” بارتكاب جرائم واسعة النطاق بحق المدنيين العزل في المدينة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
جهود الوساطة الرباعية
أكد وزير الخارجية المصري لنظيرته البريطانية على جهود مصر، في إطار “الآلية الرباعية الدولية”، الرامية لدعم التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
الآلية الرباعية تضم السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة، وتسعى إلى وقف إطلاق النار في السودان، وحماية المدنيين.
تضافر الجهود الدولية
أشار عبد العاطي إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، للتوصل إلى هدنة إنسانية مستدامة في السودان، تضمن تدفق المساعدات الإنسانية الضرورية.
وشدد على أهمية تخفيف معاناة الشعب السوداني، الذي يواجه ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة، نتيجة استمرار الصراع.
رؤية مصر لوقف الحرب
يرى السفير صلاح حليمة، عضو “المجلس المصري للشؤون الخارجية”، أن مصر تعوّل على جهود “الآلية الرباعية” لإقرار هدنة شاملة في السودان.
ويشير إلى أن القاهرة تستهدف وقف الحرب السودانية على مراحل، تبدأ بهدنة لثلاثة أشهر، تليها هدنة أخرى لمدة تسعة أشهر.
تسوية سياسية شاملة
تهدف رؤية “الآلية الرباعية” إلى وضع تسوية سياسية شاملة للأزمة السودانية خلال فترة الهدنة، بهدف إنهاء الحرب الداخلية بشكل دائم.
مصر تسعى لحشد الجهود الدولية، للحفاظ على وحدة واستقرار السودان، والحد من الانتهاكات بحق المدنيين، خاصة في مناطق المواجهات المسلحة.
تداعيات الصراع المستمر
أدت الحرب في السودان، المستمرة منذ أكثر من عام، إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 12 مليون شخص، مما تسبب في أكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم، حسب الأمم المتحدة.
يرى مراقبون صعوبة في التزام طرفي الصراع بهدنة شاملة، في ظل تمسك الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بخيار المواجهة العسكرية.
تحديات وقف إطلاق النار
يشير مكي المغربي، مدير وحدة العلاقات الدولية بـ”المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية”، إلى وجود صعوبات في القبول بهدنة وقف إطلاق النار، بسبب الموقف الشعبي الغاضب من أحداث الفاشر.
ويرى أن الضغط على الجيش السوداني للقبول بهدنة لن يكون مجديًا، بسبب مواقف قبائل وحركات دارفور الرافضة لهذا الخيار.


