الجمعة 4 يوليو 2025
spot_img

مصر تحمي عائلة لومومبا بعد اغتياله 1961

احتفل العالم في الثاني من يوليو الجاري بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الثائر باتريس لومومبا، رمز الكفاح من أجل حرية الكونغو.

علاقة لومومبا بمصر

تتجلى العلاقة الوطيدة بين باتريس لومومبا ومصر، وخاصة مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في سياق تاريخي مهم. تم تشكيل أول حكومة كونغولية منتخبة في 23 يونيو 1960، ولكن البلاد شهدت أزمة سياسية مع بلجيكا بعد أسبوع فقط.

أزمة الاستقلال الكونغولي

بدأت الأزمة خلال حفل إعلان الاستقلال بحضور ملك بلجيكا ورئيس وزرائه. حينها، حاول رئيس الوزراء البلجيكي إلقاء كلمة، ولكن لومومبا منعه قائلاً: “اسمك ليس في قائمة المتكلمين”. وتسبب ذلك في غضب ملك بلجيكا الذي تحدث عن تضحيات بلاده في الكونغو.

أثار حديث الملك مشاعر الغضب لدى الشعب الكونغولي، مما دفع لومومبا للحديث قائلاً: “الدموع والدم والنار، أيها المناضلون كافحوا من أجل الاستقلال”.

استقلال مضطرب

لم يستمر استقلال الكونغو طويلاً، حيث واجهت حكومة لومومبا أزمات متتالية. حاول الهرب، لكنه قُبض عليه في الطريق، وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه بواسطة تسعة من رجال الشرطة والجنود بعد الجلد.

كانت الأرض مغطاة بعدد كبير من الطلقات الفارغة، وظلت أثار الحادث مشبوكة لأكثر من 27 عاماً بعد وفاته، حيث تم التخلص من جثته عن طريق تقطيعها وإذابتها في حمض الكبريتيك.

دور جمال عبدالناصر

ظل مصير عائلة لومومبا في خطر حتى تمكن الفوج المصري التابع للأمم المتحدة من حمايتهم بناءً على أوامر جمال عبدالناصر. في عام 1961، تمكن المناضل المصري سعد الدين الشاذلي من تهريب أبناء لومومبا.

تمت عملية الهروب عبر المركبة بأمان إلى بناء مصري في الكونغو، بينما بقيت زوجته وابنها الرضيع في الكونغو حتى عادوا لاحقًا.

شهادات معاصرة

يوثق الكاتب المصري محمد فايق في كتابه “عبدالناصر والثورة الأفريقية” مشاهد مروعة من لحظات لومومبا الأخيرة، حيث كان مقيد اليدين ويتعرض للضرب من قبل الحراس.

يشير فايق إلى تحدي لومومبا وثباته في تلك الأوقات العصيبة، بينما يتذكر السفير المصري السابق مراد غالب كيف تسبب إقالة لومومبا في حالة من الفوضى داخل البلاد.

محاولات النجاة

استطاع لومومبا الهروب لفترة من حصار خصومه، وأرسل رسالة إلى مراد غالب رغم ظروفه السيئة. بعد ذلك، أعد غالب خطة لتهريب أبناء لومومبا، بمساعدة عبدالعزيز إسحاق، الذي جرى تجنيده كموظف حكومي بالكونغو.

بعد نجاح عملية الهروب، استمر لومومبا في مقاومته حتى تم اغتياله في 17 يناير 1961، حيث أكدت المصادر الإعلامية وفاة الزعيم بعد اعتقاله.

إعلان الوفاة

حسب محمد حسنين هيكل، كان عبدالناصر هو من أعلن رسمياً عن مقتل لومومبا، مع التأكيد على توفير الحماية لعائلته. كتبت السيدة بولين، زوجة لومومبا، خطابًا تعبّر فيه عن شكرها للزعيم المصري على دعمه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك