الجمعة 3 أكتوبر 2025
spot_img

مصر تحذر: فيضان النيل مرتبط بتصرفات إثيوبيا بسد النهضة

spot_img

في ظل تحذيرات متزايدة من السلطات المصرية بشأن ارتفاع منسوب مياه النيل، أعلنت محافظتا المنوفية والبحيرة حالة التأهب القصوى، ودعتا السكان القاطنين بمحاذاة النهر إلى إخلاء منازلهم حفاظاً على سلامتهم. وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية في أعقاب رصد ارتفاع ملحوظ في تصريفات المياه، وسط مخاوف من تجاوزها للمعدلات الطبيعية.

تداعيات ارتفاع منسوب النيل

أوضحت وزارة الموارد المائية والري أن المناطق المتضررة تقع ضمن نطاق “طرح النهر”، وهي أراضٍ منخفضة معرّضة للغمر عند زيادة التصرفات المائية. وأشارت الوزارة إلى أن التعديات على هذه الأراضي بالبناء والزراعة ساهمت في تفاقم الخسائر الناجمة عن ارتفاع المنسوب.

نفي الشائعات وطمأنة المواطنين

نفت وزارة الري جملة وتفصيلاً ما تردد من أنباء حول غرق محافظات بأكملها، مؤكدة أن الأمر يقتصر على غمر بعض مناطق “طرح النهر”. وطمأنت الوزارة المواطنين، مشددة على أن إدارة الموارد المائية في مصر تتم بكفاءة عالية، مع الأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات.

“سد النهضة” وتصرفات إثيوبيا

ربطت وزارة الري المصرية بين الفيضان الحالي وتصرفات إثيوبيا “الأحادية المتهورة” في إدارة سد النهضة. واعتبرت الوزارة أن هذه الممارسات تفتقر إلى المسؤولية والشفافية، وتشكل تهديداً مباشراً لأمن دول المصب، وتكشف زيف الادعاءات الإثيوبية بشأن عدم الإضرار بالغير.

مصر والسودان تطالبان باتفاق ملزم

يُذكر أن إثيوبيا افتتحت سد النهضة رسمياً الشهر الماضي، وسط اعتراضات من مصر والسودان المطالبتين باتفاق قانوني ملزم ينظم عمليات تشغيل السد، بما يضمن عدم المساس بمصالحهما المائية.

جمود المفاوضات وتصعيد اللهجة

أعلنت مصر في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن فشل آخر جولة للمفاوضات بشأن سد النهضة، مؤكدة إغلاق المسار التفاوضي بعد 13 عاماً من المحادثات. وعقب افتتاح السد، نددت القاهرة بالخطوة وأرسلت خطاباً إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أنها لن تتخلى عن مصالحها الوجودية في نهر النيل.

تحذيرات محلية وإجراءات وقائية

جددت محافظتا المنوفية والبحيرة تحذيراتهما للمواطنين والمزارعين المقيمين في مناطق “طرح النهر”، وطالبتاهم بالإخلاء الفوري وعدم زراعة أي محاصيل في الوقت الحالي. كما وجهت المحافظتان برفع درجة الاستعداد واتخاذ التدابير اللازمة للحد من ارتفاع منسوب المياه.

توجيهات حكومية للمحافظين

تأتي هذه التحركات بعد توجيهات من رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي للمحافظين بإبلاغ المواطنين باحتمالية زيادة منسوب المياه، وما قد يترتب على ذلك من غمر لمناطق “طرح النهر”، خاصة في المنوفية والبحيرة.

استغاثات من المناطق المتضررة

نشرت وسائل إعلام محلية استغاثات من مواطنين في المنوفية، تعرضت أراضيهم ومنازلهم للغرق، مطالبين بتدخل سريع من الجهات المعنية.

شكوك برلمانية حول التضخيم

أعرب عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية، أحمد حجازي، عن شكوكه بشأن احتمالية غرق مناطق زراعية واسعة بسبب الفيضانات. واعتبر أن التضخيم من خطر الفيضان يثير القلق لدى المواطنين، مؤكداً قدرة المحافظة على التعامل مع أي زيادة في منسوب المياه.

السد العالي.. ضمانة مصر

أكدت وزارة الري أن الدولة المصرية تتابع الموقف على مدار الساعة، مشيرة إلى أن السد العالي يمثل الضمانة الأساسية لحماية البلاد من تقلبات النيل والفيضانات المفاجئة.

أسباب مركبة للارتفاع

أوضح أستاذ الموارد المائية بالمركز القومي للبحوث، أحمد فوزي دياب، أن أسباب ارتفاع منسوب النيل تعود إلى عوامل مركبة، منها زيادة الأمطار في نهري عطبرة والنيل الأبيض، بالإضافة إلى تصريف إثيوبيا لكميات كبيرة من المياه من سد النهضة.

توسع البناء في “طرح النهر”

أشار دياب إلى أن انخفاض مناسيب المياه في السنوات الماضية، نتيجة لتشييد سد النهضة، دفع بعض المواطنين إلى البناء في مناطق “طرح النهر”، مما فاقم من الأضرار المحتملة.

اتهامات متبادلة بشأن التصريف

بينما أكد دياب أن مصر تصرف نحو 200 مليون متر مكعب من المياه يومياً في النيل، اتهمت وزارة الري إثيوبيا بتصريف ملياري متر مكعب من المياه المخزنة “دون مبرر”، مما فاقم من كميات المياه المنصرفة وأكد “الطبيعة غير المنضبطة والعشوائية” لإدارة سد النهضة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك