أكد مندوب مصر الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، السفير أسامة عبد الخالق، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تمثل تهديدًا جديًا للسلام المستدام الذي دام نحو خمسة عقود، محذرًا من المخاطر الكبيرة التي قد تترتب على ذلك.
تصاعد الخطاب الإسرائيلي
وأوضح السفير عبد الخالق خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، التي عُقدت مساء الثلاثاء، أن ممارسات إسرائيل لم تعد خفية، حيث تعكس التصريحات والتحركات الإسرائيلية اتجاهًا صريحًا لإعادة تشكيل الوجود الفلسطيني في غزة.
وأشار السفير إلى أن إسرائيل تسعى لتهجير عدد كبير من سكان القطاع من خلال العمليات العسكرية، مكملاً ذلك باستراتيجية التجويع والقضاء على مقومات الحياة، وهي خطوات ترفضها مصر قطعًا.
رفض المخططات الإسرائيلية
وأكد عبد الخالق أن العملية العسكرية البرية التي تنفذها إسرائيل تأتي في إطار تنفيذ مخطط “خبيث” ترفضه الحكومة المصرية وجميع تداعياته.
كما أشار إلى أن مصر ستستمر في مساعي الوساطة بالتعاون مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية حتى تحقيق وقف لإطلاق النار، مع خطط لعقد مؤتمر دولي للتعافي وإعادة الإعمار في غزة، بالتعاون مع الفلسطينيين.
الوضع الإنساني الكارثي
وذكر السفير أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من الكارثة، نتيجة العراقيل التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات وعمليات المنظمات الإنسانية، مما أدى إلى تدهور المعيشة والتهديد بمجاعة وسط أهل غزة.
تجدر الإشارة إلى أن مصر وإسرائيل تربطهما اتفاقية سلام وقعت في 26 مارس 1979، برعاية الولايات المتحدة، أنهت حالة الحرب بين البلدين التي استمرت من حروب 1948 حتى 1973، وأسست لسلام هادئ في المنطقة، مع ترتيبات أمنية خاصة في سيناء.
مخاوف من التهجير
ومنذ ذلك الحين، حافظت مصر على دورها كوسيط رئيسي في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة في غزة. بالرغم من التعاون مع قطر والولايات المتحدة لجهود وقف إطلاق النار، إلا أن التوترات تصاعدت نتيجة الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023.
وقد أدت العمليات الإسرائيلية في رفح ومحور فيلادلفيا إلى مخاوف مصرية من “التهجير الجماعي” للفلسطينيين تجاه سيناء، وهو ما يعتبر انتهاكًا للاتفاقية الموقعة بين البلدين.