انطلقت فعاليات التدريب العسكري المصري الأميركي “النجم الساطع 2025” يوم الخميس في قاعدة محمد نجيب العسكرية بشمال غرب مصر، والذي يمتد حتى 10 سبتمبر. تشارك في هذه المناورات 43 دولة، منها 13 دولة بمشاركة فعالة تضم أكثر من 7900 مقاتل، و30 دولة بصفة مراقب، مما يجعل من “النجم الساطع” واحداً من أكبر التدريبات العسكرية المشتركة عالمياً.
تفاصيل المشاركة
تضم المناورات حوالي 8000 مقاتل من 14 دولة، منها مصر، الولايات المتحدة، قطر، السعودية، الهند، إيطاليا، قبرص، العراق، اليونان، اليمن، بريطانيا، الأردن، جنوب إفريقيا، وقيرغيزستان. كما تُمثل 29 دولة أخرى بصفة مراقب، من بينها أوغندا، المجر، تونس، اليابان، وبولندا وبلدان عدة أخرى.
تشهد النسخة الحالية من التدريب مشاركة عسكرية فاعلة، تشمل 250 مركبة وآلية عسكرية، و13 سفينة حربية، و161 طائرة مقاتلة. تتضمن الأنشطة الرئيسية الرماية التكتيكية بالذخيرة الحية، مكافحة القناصة، واستخدام الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية.
أهداف التدريب
يهدف تدريب “النجم الساطع” إلى تعزيز تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود الدولية، وتنفيذ العمليات الجوية المشتركة والأمن البحري. كما يسعى إلى تعزيز القدرة العملياتية لقوات الدول المشاركة لمواجهة التحديات الأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية.
تتميز الدورة الحالية بأنشطة جديدة، تشمل الرماية بصواريخ “ستينجر” والتدريب على اكتشاف المصادر المشعة، بالإضافة إلى تشكيل أطقم قتالية مختلطة للدفاع الجوي ومواجهة الطائرات دون طيار.
تحديات الأمن الإقليمي
خلال كلمته الافتتاحية، أكد اللواء أركان حرب شريف العرايشي، رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة المصرية، على أهمية التدريب في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. وأشار إلى ضرورة أن تكون الجيوش حديثة التأهيل جاهزة دائماً للرد على التهديدات المتنوعة.
وأضاف العرايشي أن مصر، كونها في منطقة حساسة، تسعى للحفاظ على الاستقرار دون الانخراط في النزاعات، بينما تأمل في تعزيز قوتها القادرة على الردع وتهيئة المناخ الأمني المناسب.
الشراكة الاستراتيجية
من جهتها، أكدت القيادة المركزية الأميركية الوسطى (سنتكوم)، عبر حسابها على منصة “إكس”، على أهمية المناورات كامتداد للعلاقة الأمنية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة. وتعتبر هذه الشراكة محوراً رئيسياً في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي.
وأشار نائب قائد الفرقة 42 مشاة بالجيش الأميركي، باتريك كلير، إلى أن تدريب “النجم الساطع” يعد منصة محورية لبناء القدرات العسكرية وتعزيز التعاون بين الدول المشاركة لمواجهة التحديات الأمنية.
تاريخ المناورات
تُعقد مناورات “النجم الساطع” كل عامين منذ بدايتها في أكتوبر 1980، بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد. ومع ذلك، توقفت عدة مرات بسبب أحداث دولية، منها حرب تحرير الكويت عام 1991، وحرب العراق عام 2003، وأحداث 25 يناير عام 2011، ثم عام 2013.
تسعى هذه المناورات لتعزيز تبادل الخبرات بين مختلف المدارس العسكرية وتطوير أنظمة التسليح، حيث تركز الولايات المتحدة على اكتساب مهارات القتال في الأراضي الصحراوية.