في تطورات أمنية متسارعة، أحبطت السلطات المصرية مخططًا تخريبيًا كانت تستعد لتنفيذه حركة “حسم” التابعة لجماعة “الإخوان”. يأتي هذا الإعلان بعد أيام من بث الحركة مقطع فيديو يهدد باستئناف عملياتها في مصر، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على استعادة نشاطها في ظل الظروف الأمنية الراهنة.
“حسم” وعودة محتملة
على الرغم من تراجع قدرات “حسم” على تنفيذ عمليات واسعة النطاق بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، يؤكد خبراء في مكافحة الإرهاب على ضرورة الحذر المستمر، حيث لا تزال الحركة تمثل تهديدًا محتملاً.
تفاصيل المخطط المحبط
كشفت وزارة الداخلية المصرية عن رصد معلومات تفيد بتخطيط قيادات “حسم” في تركيا لإحياء نشاط الحركة وتنفيذ هجمات ضد منشآت أمنية واقتصادية. كان من المقرر أن يتم تنفيذ المخطط عبر تسلل عنصر مدرب عسكريًا إلى البلاد، بالتزامن مع بث فيديو دعائي يظهر تدريبات لعناصر الحركة.
مداهمة أمنية في الجيزة
في سياق متصل، داهمت قوات الأمن مخبأ لعنصرين من “حسم” في منطقة شعبية بالجيزة، ما أسفر عن مقتلهما وإصابة ضابط ومقتل أحد المدنيين خلال تبادل لإطلاق النار.
فيديو التهديد المثير للجدل
قبل أسبوعين، انتشر مقطع فيديو منسوب لحركة “حسم” يعلن عودتها، ويظهر مسلحين ملثمين يقومون بتدريبات عسكرية. أثار الفيديو ردود فعل واسعة، لكن مراقبين قللوا من قدرة الحركة على استعادة نشاطها الإرهابي السابق، ورجح مرصد الأزهر أن يكون الفيديو محاولة دعائية لإعادة الحركة إلى الأذهان.
نهاية الإرهاب التنظيمي
أكد مصدر أمني أن الإرهاب بشكله التنظيمي الذي ظهر في مصر بعد 30 يونيو 2013 قد انتهى، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تظل يقظة لأي محاولات لتنفيذ عمليات فردية.
خلفية تاريخية
شهدت مصر أعمال عنف وتفجيرات عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في عام 2013، وتبنت جماعات مسلحة مرتبطة بـ “الإخوان”، ومن بينها حركة “حسم”، تلك العمليات.
تحليل أمني معمق
يرى الباحث في شؤون الإرهاب أحمد سلطان أن إحباط العملية يكشف عن يقظة قوات الأمن، ولكنه يؤكد أيضًا على وجود محاولات جادة من جانب “حسم” للعودة إلى النشاط. ويشير إلى أن العنصر المتسلل من خارج مصر كان له دور قيادي، وأن هناك مجموعات أخرى كان سيتم تنظيمها لتنفيذ المخطط.
آلية عمل “حسم”
يوضح سلطان أن “حسم” لا تزال تعتمد على الخلايا العنقودية، حيث تصدر الأوامر من الخارج عبر تطبيقات مشفرة، ويتم التواصل بين المجموعات بشكل منفصل لتجنب اكتشافها. ويضيف أن هذا الأسلوب يجعل من الصعب تتبع الخلايا، ويؤكد أن الحركة لا تزال موجودة بخلايا في الداخل والخارج، وإن كانت قدرتها محدودة.
عمليات سابقة منسوبة لـ”حسم”
تعود آخر العمليات المنسوبة لحركة “حسم” إلى عام 2019، حين اتهمتها السلطات بالتورط في تفجير سيارة بالقاهرة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا. كما نُسب إليها محاولة استهداف مفتي مصر الأسبق واغتيال رئيس مباحث الفيوم في عام 2016.
تراجع الحركة الأخير
تلقت حركة “حسم” ضربات أمنية قوية أدت إلى تفكيك خلاياها وضبط مخازن أسلحة تابعة لها، ما أدى إلى تراجعها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
إعادة الهيكلة المحتملة
يرى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة منير أديب أن “حسم” ربما تكون قد نجحت في إعادة هيكلة نفسها وتنظيم صفوفها خلال فترة التوقف التي امتدت لست سنوات.
الحذر الأمني المستمر
يؤكد أديب على أن أجهزة الأمن تتعامل بحذر مع حركة “حسم” في ظل الظروف السياسية والأمنية الراهنة، وتتحسب لأي محاولات لاستغلال هذه الظروف لتنفيذ هجمات إرهابية.
تصريحات رئاسية سابقة
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن في أبريل 2023 أن “الإرهاب انتهى” في مصر، مؤكدًا على أنه لن يسمح برفع سلاح إلا سلاح الدولة.