تعرضت الحكومة المصرية لهجوم عنيف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عقب حادث تصادم مروع على الطريق الدائري الإقليمي أسفر عن وفاة 19 فتاة من محافظة المنوفية.
تحقيقات متسارعة
بدأت المناقشات في البرلمان المصري بشأن طلبات التحقيق في الحادث الذي أودى بحياة 19 فتاة من إحدى القرى بمحافظة المنوفية. وفي رد فعل الحكومة، تم تكليف المسؤولين بسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة للطريق الدائري الإقليمي وإجراء اختبارات تعاطي المواد المخدرة على سائقي النقل.
انتقادات واسعة
انتقد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير “مجموعة أونا الإعلامية”، تعامل الحكومة مع الحادث، مشيراً إلى تدني مستوى الوعي السياسي لديها. واعتبر أن أي وزير يجب أن يتحلى بفهم سياسي للتعامل مع مشاعر الرأي العام.
وطرح الجلاد قلقه حول عدم الإحساس بواجب الحكومة تجاه المواطنين، قائلاً: “المواطن هو من يدفع رواتبكم”. وأكد أن وفاة الفتيات مقابل لقمة العيش تثير تساؤلات حول عدم صدور أي بيان تعزية رسمي من مجلس الوزراء.
تحركات الحكومة وواجباتها
وشدد الجلاد على ضرورة تقديم التعويضات بشكل سريع، معتبرا أن التعاطف مع الفاجعة لا يكلف الحكومة شيئًا. وأوضح أن المسؤولية تقع بالكامل على عاتق السلطة التنفيذية بسبب غياب الفحوصات اللازمة وسوء تنظيم المرور.
من جهة أخرى، أعرب الكاتب الصحفي عماد الدين حسين عن استيائه من ضعف قيمة التعويضات المقدمة للضحايا. وأكد أن هناك حاجة ملحة لوجود حملات اختبار للسائقين للحد من الحوادث.
الانتقادات للمسؤولين
وجه الإعلامي نشأت الديهي انتقادات حادة لطريقة تعامل محافظ المنوفية مع تقديم واجب العزاء، مشيراً إلى افتقار المشهد للحس السياسي والإنساني. واعتبر أن المشاعر السلبية ما زالت تسيطر على الشارع المصري نتيجة الحادث.
كما عاب على الحكومة الاستعراض خلال الأزمات، مشيراً إلى أن المسؤولين يجب أن يشعروا بمعاناة الناس بدلاً من التعامل مع المواقف كمشاهد بروتوكولية.
دعوات للتحقيق
و دعا النائب عبد المنعم إمام إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن حادث المنوفية، مؤكداً أن الطريق الإقليمي أصبح “طريق الموت” على الرغم من تكلفته العالية. وشدد على ضرورة المسؤولية القانونية لجميع الأطراف المعنية.
انتقد إمام الحكومة لإثارة العديد من الأزمات في الوقت نفسه، مما يزيد من تعقيد الأوضاع العامة.
جدل جماهيري وإعلامي
على صعيد آخر، نشب جدال بين الإعلامية لميس الحديدي ومتحدث باسم محافظة المنوفية حول وصف “طريق الموت”، حيث تأكيد الأخير أن المصطلح لم يُستخدم سابقًا. وأشارت الحديدي إلى ضرورة إيلاء حياة الناس أهمية أكبر من مجرد “تريند”.
في المقابل، دافع الإعلامي أحمد موسى عن الحكومة، موضحًا أنه تم استثمار مليارات في تطوير شبكة الطرق. وأكد أن التحسينات ستحقق الأمان للمواطنين، على الرغم من الانتقادات الموجهة للحكومة.
ردود فعل رجال الأعمال
أعرب رجل الأعمال نجيب ساويرس عن استغرابه من إلقاء اللوم على وزير النقل، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع أولاً وأخيراً على السائق المتعاطي للمخدرات، مع ضرورة تحسين الرقابة على سائقي النقل.
أثارت فاجعة الحادث موجة من التعاطف في مختلف أنحاء مصر، حيث وُصفت الحادثة بأنها فاجعة إنسانية. وطلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من الحكومة متابعة صيانة وإصلاح الطرق، مشدداً على أهمية تأمين الطرق وتعديل مساراتها بدون أي تأخير.
