تتصاعد الآمال في إنهاء الأزمة السودانية مع اقتراب الأطراف المتحاربة من الدخول في محادثات مباشرة، وذلك وفقًا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى. تأتي هذه التطورات في ظل جهود دولية مكثفة تهدف إلى تخفيف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
مفاوضات مرتقبة
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، أن واشنطن تجري مباحثات مكثفة مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سعيًا للوصول إلى مبادئ عامة للمفاوضات. وأشار إلى استعداد الطرفين للتفاوض، معربًا عن أمله في إعلان قريب عن تقدم ملموس.
وأوضح بولس، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الوضع الحالي في السودان يشير إلى عدم قدرة أي من الطرفين على تحقيق نصر حاسم، مما يزيد من فرص التوصل إلى حل سياسي.
تسهيل وصول المساعدات
في خطوة إيجابية، وافقت قوات الدعم السريع على السماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور، وقد بدأت بالفعل بعض الإمدادات في الوصول إلى المدينة.
“الآلية الرباعية” تسعى للحل
تتضافر جهود الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، في إطار “آلية رباعية”، لإنهاء الصراع الدائر في السودان منذ منتصف إبريل 2023. وكانت الدول الأربع قد تقدمت بمقترح لوقف فوري لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، يتبعه وقف دائم ومحادثات لتشكيل حكومة مدنية.
وشددت الدول الأربع على أهمية إنهاء النزاع وتحقيق السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني.
“أكبر كارثة إنسانية”
وصف بولس الوضع في السودان بأنه “أكبر كارثة إنسانية في العالم”، مشيرًا إلى أن حجم المعاناة يفوق أي أزمة أخرى شهدها العالم خلال العامين والنصف الماضيين، معربًا عن أسفه لقلة الاهتمام الإعلامي بهذه الكارثة.
وتشير تقديرات أمريكية إلى مقتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص في السودان، في ظل أزمة تهدد الاستقرار الإقليمي. وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي نصف سكان السودان، البالغ عددهم 45 مليون نسمة، يواجهون مجاعة حادة، وأن أكثر من نصف مليون طفل توفوا بسبب سوء التغذية.
دعوة لاستئناف المفاوضات
جدد المشاركون في الاجتماع الوزاري لتنسيق الجهود من أجل خفض التصعيد في السودان، دعوتهم للأطراف المتحاربة لاستئناف المفاوضات المباشرة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين.
إدانة التدخل الأجنبي
ندد البيان الصادر عن الاجتماع بشدة بالتدخل العسكري من جانب دول وجهات أجنبية في الصراع بالسودان، وحث الأطراف المتورطة على الامتناع عن تأجيج الصراع. كما أكد المشاركون التزامهم بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، ورفض إنشاء “هياكل حكم موازية” والإجراءات التي تعرض التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني للخطر.
احترام القانون الدولي
أدان البيان بشدة انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ودعا الأطراف المتحاربة إلى احترام التزاماتها بموجب “إعلان جدة”. كما دعا الاجتماع إلى تنفيذ هدنة إنسانية في الفاشر، على النحو الذي اقترحته الأمم المتحدة.