spot_img
الجمعة 19 ديسمبر 2025
16.4 C
Cairo

مساع سورية كردية أمريكية لإنقاذ اتفاق دمج “قسد”

spot_img

مساعٍ حثيثة تبذل لإنقاذ اتفاق دمج القوات الكردية في الجيش السوري قبل نهاية العام، وسط تزايد الإحباط وتضارب الآمال بين الأطراف المعنية. مسؤولون سوريون وأكراد وأمريكيون يكثفون جهودهم لتجاوز العقبات الراهنة.

تسارع المحادثات السورية

شهدت الأيام القليلة الماضية تسارعاً في وتيرة المناقشات، رغم التحذيرات من صعوبة تحقيق انفراجة شاملة في الوقت المحدد. مصادر سورية وكردية وغربية أكدت على استمرار المفاوضات.

الحكومة السورية الانتقالية قدمت مقترحاً لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لإعادة تنظيم صفوفها، بحيث يتم دمج 50 ألف مقاتل في ثلاث فرق رئيسية وألوية صغيرة.

مقترح إعادة الهيكلة

يشترط المقترح السوري تنازل “قسد” عن بعض سلاسل القيادة وفتح مناطقها لوحدات الجيش السوري الأخرى. يبقى مصير هذا المقترح معلقاً في ظل الحاجة إلى مزيد من المحادثات.

مسؤول في “قسد” يرى أن الطرفين أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى، بينما يرى مسؤول غربي أن أي إعلان وشيك سيكون بمثابة “حفظ ماء الوجه” وتمديد للمهلة.

مخاطر التأخير و تداعياته

الفشل في رأب الصدع يهدد بإشعال فتيل صراع مسلح يعرقل مساعي الخروج من حرب استمرت 14 عاماً، مع احتمال تدخل تركيا ضد المقاتلين الأكراد.

“قسد” تتمسك بالحكم الذاتي الذي اكتسبته خلال الحرب كحليف للولايات المتحدة، والسيطرة على سجون “داعش” وموارد النفط.

دور واشنطن و الجهود المبذولة

الولايات المتحدة، الداعمة للحكومة الانتقالية السورية، تتوسط بين “قسد” ودمشق، وتسهل المحادثات لحث الأطراف على التوصل لاتفاق. السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا يدعم ويسهل الحوار.

وزارة الخارجية الأميركية تؤكد على استمرار دعم الحوار بين الحكومة السورية و”قسد” بهدف الحفاظ على زخم دمج القوات.

تصاعد التوترات الميدانية

شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً في الاحتكاكات والمناوشات على طول خطوط التماس في الشمال، بعد فشل جولة محادثات كبيرة في الصيف الماضي.

“قسد” تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا الغنية بالنفط والقمح منذ هزيمة “داعش” في 2019، وتسعى لإنهاء قمع الأقلية الكردية.

مطالب دمشق و مهلة الاندماج

الاستياء يتنامى بين السكان ذوي الأغلبية العربية بسبب التجنيد الإجباري للشباب. دمشق تؤكد على أن الموعد النهائي للاندماج ثابت ولا يمكن تمديده إلا بخطوات “لا رجعة فيها” من “قسد”.

وزير الخارجية التركي يحذر من نفاد صبر بلاده تجاه “قسد”، بينما يقلل المسؤولون الأكراد من أهمية المهلة ويؤكدون التزامهم بمحادثات الاندماج العادل.

خلافات لوجستية و إدارية

مسؤول في “الإدارة الذاتية” يرى أن “الضمانة الأكثر موثوقية لاستمرار الاتفاق تكمن في مضمونه لا في الإطار الزمني”، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق حتى منتصف 2026.

اقتراح “قسد” بإعادة تنظيم نفسها في ثلاث فرق جغرافية وألوية يظل غير كافٍ لإقناعها بالتخلي عن السيطرة على الأراضي. تفاصيل لوجستية وإدارية ضمن الاقتراح قد تتسبب بخلاف وتؤدي إلى التأخير.

مسؤول سوري كبير يؤكد أن الرد السوري يتسم بالمرونة لتسهيل التوصل إلى توافق من أجل تنفيذ اتفاق آذار.

اقرأ أيضا

اخترنا لك