الإثنين 30 يونيو 2025
spot_img

مركز الملك سلمان ينقذ قطاع الصحة اليمني المتدهور

استفاد أكثر من نصف مليون يمني، وتحديدًا 580 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفًا، من دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للقطاع الصحي في اليمن. وشمل الدعم توفير المياه النظيفة لأكثر من 60 منشأة طبية، ما ساهم في تحسين الخدمات الصحية بشكل ملحوظ.

تأمين المياه النظيفة

أفاد تقرير صادر عن مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، أن المستشفيات كانت تواجه صعوبات جمة قبل وصول شاحنات المياه. إذ كان العاملون يضطرون للتحقق من وجود المياه في الخزانات قبل البدء في فحص المرضى، مما يعيق عمليات التعقيم والعناية بالجروح.

كان الماء، هذا المورد الأساسي، نادرًا في المرافق الصحية اليمنية المنهكة. وبدونه، كان العاملون في الرعاية الصحية يتخذون قرارات صعبة يوميًا، حيث لا يمكن تنظيف غرف العمليات أو استقبال الولادات بأمان دون توفر المياه.

مشروع المياه والصرف الصحي

بدأت الأمور تتغير مع إطلاق مشروع تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المستشفيات. هذا المشروع الذي يحظى بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يهدف إلى ضمان إمدادات مياه مستدامة.

يهدف المشروع إلى خدمة الفئات الأكثر ضعفًا في اليمن، حيث يتلقى الآن 60 مرفقًا للرعاية الصحية شحنات منتظمة من المياه النظيفة. هذا التحسن يسمح بتقديم خدمات أفضل لـ580 ألف شخص، بمن فيهم النازحون والسكان في المناطق عالية الخطورة.

استعادة الكرامة والثقة

أكد العاملون في المنشآت الطبية أن المشروع لم يقتصر على تحسين البنية التحتية، بل ساهم في استعادة الكرامة والثقة في قطاع الرعاية الصحية في اليمن. وبفضل تمويل مركز الملك سلمان، عادت المياه الصالحة للشرب إلى المناطق التي كان الأمل فيها يتلاشى.

هذه العودة مكنت العاملين في مجال الرعاية الصحية من أداء واجبهم في إنقاذ الأرواح بأمان وكرامة. قبل المشروع، كان نقص المياه يؤدي إلى تأجيل العمليات الحرجة وإغلاق غرف الولادة، مما أثر سلبًا على أنظمة الصرف الصحي وبروتوكولات الوقاية من العدوى.

أثر إيجابي وملموس

أكد الدكتور محمد، رئيس قسم التمريض في مستشفى تعز للأمراض النفسية، أنهم كانوا يضطرون أحيانًا لإرسال المرضى إلى أماكن أخرى بسبب نقص المياه، واصفًا ذلك بأنه “مؤلم”. بفضل المشروع، استعاد المستشفى استقراره، وأصبح الموظفون أقل توتراً والمرضى أكثر أماناً.

مع توفر إمدادات المياه بانتظام ونظام مراقبة جودتها، تمكنت المستشفيات من العمل بكفاءة أكبر. إذ تُتبع إجراءات التعقيم، وتعمل أقسام الجراحة بنشاط، ولم تعد النظافة الأساسية معاناة يومية.

جهود خلف الكواليس

يتناول تقرير منظمة الصحة العالمية الدور الذي يضطلع به أشخاص مثل حسين، المشرف على نقل المياه بالشاحنات وتوزيعها على أكثر من 50 مستشفى في 5 محافظات يمنية.

يقول حسين: “نفحص كل خزان يصلنا ويُعالج قبل الاستخدام. عندما يتصل بنا مستشفى ليخبرنا بتسلم الشحنة، ندرك أننا ساعدنا شخصًا ما في الحصول على رعاية يثق بها”.

تحديات وإنجازات متواصلة

على الرغم من التحديات التي واجهت العاملين في المشروع، مثل وعورة الطرق والتلوث العرضي وضغوط تلبية الاحتياجات المتزايدة، إلا أن الأثر الإيجابي للعمل يجعل الأمر يستحق العناء. فالمياه النظيفة لا تحسن الخدمات فحسب، بل تحمي الأرواح أيضاً.

يؤكد العاملون في المنشآت الصحية أنهم يلمسون التغيير الذي أحدثه المشروع في كل ركن من أركان المستشفيات. فقد تمكنوا من التركيز على رعاية المرضى، وأصبحوا قادرين على اتباع خطوات النظافة السليمة والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، ما أحدث فرقًا حقيقيًا، خاصة في قسمي الولادة والجراحة. ونتيجة لذلك، انخفضت معدلات العدوى، ولم يعد الناس يخشون المجيء إلى المنشآت لطلب الخدمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك