في فضيحة تهز الأوساط السياسية العراقية، كُشف عن عملية احتيال واسعة النطاق استهدفت مئات الشباب العراقيين، حيث تم تجنيدهم في وحدة عسكرية وهمية تابعة لـ”الحشد الشعبي” بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات البرلمانية.
إلغاء نتائج مرشح
في خطوة مفاجئة، ألغت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق المصادقة على فوز المرشح مهند جبار الخزرجي، الفائز بمقعد عن محافظة بغداد في الانتخابات التي جرت في شهر نوفمبر الماضي.
استند قرار الإلغاء إلى قانون الانتخابات الذي يشترط “حسن السيرة والسلوك” في المرشحين، وفقًا لوثيقة رسمية صادرة عن المفوضية.
أصوات انتخابية
حصل الخزرجي، مرشح منظمة “بدر” التي يتزعمها هادي العامري، على أكثر من 10 آلاف صوت في بغداد، بعد أن كان قد فاز في الدورة البرلمانية السابقة عن ائتلاف “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي.
منظمة بدر تحتفظ بمقاعدها الأربعة في البرلمان العراقي، ومن المتوقع أن يحل محمد مهاوي، وهو أيضًا مرشح عن المنظمة نفسها، محل الخزرجي في البرلمان.
فصيل وهمي
“فضيحة” الخزرجي تفجرت بعد تقديم مجموعة من الأشخاص الذين شاركوا في إدارة حملته الانتخابية شكوى إلى المفوضية العليا للانتخابات، يتهمونه فيها بتأسيس “فصيل وهمي” في الحشد الشعبي بهدف الحصول على الأصوات الانتخابية.
تأتي هذه الخطوة في إطار سعي المفوضية لإلغاء نتائج أي مرشح يثبت تورطه في مخالفات لشروط الترشيح حتى بعد فوزه في الانتخابات.
تجنيد الشباب
أفاد عدد من المشتكين عبر وسائل إعلام محلية بأن الخزرجي قام بتوظيفهم في لواء وهمي ضمن هيئة “الحشد الشعبي”، مدعيًا أنه قائد فصيل فيه.
أكد المتحدثون أن الخزرجي قام بخداع نحو 1500 شاب، بإدخالهم معسكرًا تدريبيًا وإصدار بطاقات تعريفية لهم تحمل اسم هيئة الحشد الشعبي، وذلك مقابل الحصول على أصواتهم الانتخابية.
معسكر أشرف
أكد أحد المنتسبين للوحدة الوهمية أن الخزرجي “أرغم الشباب على توقيع وصل أمانة بقيمة 20 مليون دينار عراقي لضمان تصويتهم لصالحه في الانتخابات”.
أشار آخرون إلى أنهم خضعوا لدورات تدريبية داخل معسكر أشرف في محافظة ديالى، وتسلموا بطاقات تعريفية باسم هيئة الحشد الشعبي، قبل أن يكتشفوا لاحقًا أنها مزورة.
قاعدة عسكرية
معسكر أشرف، القاعدة السابقة لمنظمة “مجاهدين خلق” الإيرانية المعارضة، تحول في عام 2014 إلى مقر للقوات العراقية و”الحشد الشعبي” بعد إجلاء عناصر المنظمة.
كما ذكر بعض المجندين أن الخزرجي اشترط على كل واحد منهم إحضار عشرة ناخبين إضافيين يوم الاقتراع للتصويت لصالحه.
نفي التهم
رغم الشكاوى والاعترافات الموثقة ضده، ورغم كتاب مفوضية الانتخابات باستبعاده، نفى الخزرجي التهم الموجهة إليه.
في تدوينة عبر منصة “إكس”، قال الخزرجي إنه “يدين بشدة ما تقوم به بعض القنوات والصفحات الوهمية من نشر أخبار كاذبة عبر وسائل الإعلام”، مؤكدًا أن “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى تضليل الرأي العام والإساءة المتعمدة والمدفوعة الثمن”.
شكوك واسعة
أثارت طريقة دخول هؤلاء المجندين إلى معسكر رسمي يضم تشكيلات عسكرية، من بينها الحشد الشعبي، شكوكًا حول كيفية تمكن المرشح من خداع هذا العدد الكبير، ثم إجبارهم على انتخابه.
قبل صدور قرار الاستبعاد، خاطب مجلس القضاء العراقي هيئة الحشد الشعبي بكتاب رسمي يستفسر فيه عن وجود لواء باسم “شهداء النصر”، وعن فتح باب التطوع العسكري ضمن هذا اللواء خلال الأشهر الماضية.


