الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
spot_img

مخطط التمكين: الإخوان يسعون لتقويض الدول من الداخل

spot_img

يُمثل “مخطط التمكين” حجر الزاوية في فكر جماعة الإخوان، متجاوزًا كونه مجرد تكتيك سياسي مرحلي ليصبح جزءًا لا يتجزأ من عقيدتهم وأدبياتهم منذ التأسيس.

تقويض الدولة الوطنية

يقوم هذا المخطط على أساس تفكيك مفهوم الدولة الوطنية واستبداله بمشروع تنظيمي عابر للحدود، مستخدمًا كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك العمل السري والتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع.

يرى التنظيم أن “التمكين” يتعارض جوهريًا مع المواطنة والدولة الحديثة، ويبيح لهم تجاوز القيم السياسية والاجتماعية لتحقيق غاياتهم، معتمدين على خطاب متعدد الأوجه يتناسب مع كل دولة، بينما يبقى الهدف الأسمى هو الوصول إلى السلطة.

تمدد التنظيم الدولي

أوضح أحمد بان، الخبير في شؤون الجماعات المتشددة، أن التنظيم بدأ منذ قرن تقريبًا رحلة للسيطرة على الحكم في أقطار عربية وإسلامية عديدة، وأن هذا المسار امتد عبر ما يعرف بـ “التنظيم الدولي” إلى أوروبا وأفريقيا والأمريكيتين.

أشار بان إلى اعتماد التنظيم استراتيجية التغلغل التدريجي في الجاليات المسلمة في دول المهجر، من خلال “تحسس احتياجاتها والتغلغل داخل الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين”، وذلك بهدف إنشاء لوبيات سياسية وحقوقية وإغاثية، ظاهرها العمل ضمن الأطر القانونية، وجوهرها “إعادة التموضع في كل ساحة يمكن من خلالها التأثير في مقدرات الحكم أو الوصول إليه”.

جذور إيديولوجية ثابتة

يؤكد الخبير أن هذا النهج ليس وليد اللحظة، بل هو جزء أصيل من أدبيات الجماعة منذ نشأتها، مشيرًا إلى أن مؤسس التنظيم حسن البنا “كان يقول بوضوح: سنسعى لانتزاع الحكم بكل طريق”، بما يعكس استعداد الجماعة لاستخدام الانقلابات والتحالفات كوسائل للوصول إلى السلطة.

يستدل بان بتجارب متنوعة، مثل السودان ومصر، حيث ساندت الجماعة انقلاب يوليو 1952، قبل أن تحاول الهيمنة على النظام الجديد، ثم دخلت في صراع معه.

استغلال “الربيع العربي”

يشير الخبير إلى تجربة عام 2011، حين استغل التنظيم حالة الفوضى التي عمت دولًا عربية عدة تحت مسمى “الربيع العربي”، للوصول إلى الحكم أو الاقتراب منه.

خطاب أوروبي مزدوج

في أوروبا، يرى بان أن التنظيم يتبنى خطابًا مزدوجًا، يبدو فيه متقبلاً للديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما يخفي مشروعًا أمميًا “لا يعترف بفكرة المواطنة، ويسعى إلى إعادة الفرز على أساس ديني”، مما يؤدي إلى تقسيم المجتمعات من الداخل.

يحذر من خطورة الجمع بين “علنية الدعوة وسرية التنظيم”، مؤكدًا أن أخطر ما يواجه الدول هو وجود “الخلايا النائمة” أو ما وصفه بـ”جيش الظلام”، المتمركز داخل مؤسسات الدولة دون كشف حقيقي لهويته أو أهدافه، في انتظار لحظة التحرك.

يختتم بان بالتأكيد على أن مواجهة هذا الخطر تتطلب فهمًا لطبيعة مخطط التمكين، الذي لا يقتصر على تنظيم علني، بل يقوم على شبكة معقدة من العمل السري، تسعى في النهاية إلى تقويض الدولة الوطنية من الداخل، وفرض مشروع الإخوان بديلاً عنها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك