في تطور يثير المخاوف، يرى محللون أن الضربة الاستباقية التي هدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران قد تدفع دولًا أخرى إلى امتلاك أسلحة نووية، وذلك بعد عقدين من عدم انضمام أي دولة جديدة إلى النادي النووي.
مخاوف من سباق تسلح نووي
يثير التدخل العسكري المحتمل مخاوف من أن إيران ودولًا أخرى قد تستنتج أن القنبلة النووية هي الحماية الوحيدة في عالم مضطرب، خاصةً مع تزايد التهديدات وعدم اليقين في السياسات الدولية.
تُعد كوريا الشمالية مثالًا حيًا على ذلك، حيث لم تواجه أي هجوم مماثل بعد حصولها على السلاح النووي، وأصبحت الآن محصنة إلى حد كبير، رغم المحاولات الدبلوماسية التي لم تثمر مع الزعيم كيم جونغ أون.
ترسانة نووية إيرانية
حذر روبرت أينهورن، خبير الحد من الأسلحة، من أن مخاطر امتلاك إيران لترسانة نووية صغيرة أصبحت أعلى مما كانت عليه، مؤكدًا أن طهران ستواجه عقبات كبيرة في إنتاج قنبلة نووية.
ومع ذلك، يرى محللون أن منطق الانتشار النووي يزداد قوة في ظل عدم موثوقية القوى العظمى المسلحة نوويًا، بل وعدوانيتها المتزايدة تجاه جيرانها.
تأثير التحالفات الدولية
يقول كريستوفر هيل، الذي قاد مفاوضات مع كوريا الشمالية، إن جاذبية القنبلة النووية ازدادت قوة لحلفاء أمريكا في ظل إدارة ترامب التي ترى أن التحالفات تتعارض مع رؤية “أمريكا أولاً”.
ازداد الدعم لتطوير الأسلحة النووية في كوريا الجنوبية، على الرغم من تعهد رئيسها بتحسين العلاقات مع الشمال، ما دفع الولايات المتحدة إلى توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون في التخطيط النووي.
اليابان والقضية النووية
في اليابان، بدأ الرأي العام يناقش مسألة تخزين الأسلحة النووية الأمريكية على أراضيها، بينما أشار رئيس الوزراء السابق شينزو آبي إلى أن امتلاك أوكرانيا لأسلحة نووية كان يمكن أن يمنع الغزو الروسي.
أدت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية إلى تردد إدارة بايدن بشأن تسليح أوكرانيا، وعمقت المخاوف من استخدام “الابتزاز النووي” لترهيب الجيران.
دروس مستفادة من أوكرانيا
يرى محللون أن الدرس المستفاد من أوكرانيا هو: “إذا كنت تمتلك أسلحة نووية، فاحتفظ بها، وإذا لم تكن تمتلكها بعد، فاحصل عليها”، خاصة إذا كنت تفتقر إلى حليف قوي مثل الولايات المتحدة.
على الرغم من التوقعات بسباق تسلح إقليمي، إلا أنه لم يحدث بعد، وهو ما يعزوه الخبراء إلى نجاح سياسات منع الانتشار والتاريخ المتقلب للدول التي سعت إلى امتلاك الأسلحة النووية.
تفكيك البرامج النووية
تم تفكيك برامج طموحة لامتلاك أسلحة نووية لكل من العراق وسوريا وليبيا بالدبلوماسية أو العقوبات أو القوة العسكرية، فيما تخلّى معمر القذافي عن أسلحة الدمار الشامل التي كان يمتلكها في عام 2003.
لم تحمِ استراتيجية إيران المتمثلة في تخصيب اليورانيوم بقوة، مع امتناعها عن صنع قنبلة، طهران في النهاية، ويقول خبراء إنه من السابق لأوانه تحديد كيفية تأثير الضربات الإسرائيلية والأميركية على حسابات الدول الأخرى.
رسالة ردع أمريكية
يرى بعض خبراء الانتشار النووي بصيص أمل في الأحداث الأخيرة، حيث يعتبرون أن تنفيذ ترامب لتهديده بقصف إيران يمثل رسالة مطمئنة لحلفاء أمريكا الذين يواجهون مخاوف نووية.
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج 3 مواقع نووية إيرانية تعرضت لهجوم أمريكي، في الساعات الأولى بعد الضربة.