الخميس 13 مارس 2025
spot_img

مخاوف من ارتفاع كبير في إصابات الإيدز عالمياً

حذّرت رئيسة وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، من أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية قد يرتفع بشكل هائل بحلول عام 2029، إذا تم قطع الدعم الأمريكي لأكبر برنامج عالمي لمكافحة الإيدز، مما يهدد حياة الملايين وقد يؤدي إلى ظهور سلالات مقاومة للفيروس.

ارتفاع الإصابات المحتمل

في تصريحاتها لوكالة «أسوشييتد برس»، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، ويني بيانيما، إن تسجيل 1.3 مليون حالة جديدة في عام 2023 يعكس انخفاضاً بنسبة 60% منذ ذروة انتشار الفيروس في عام 1995. ومع ذلك، فإن التهديدات المالية الحالية قد تؤدي إلى نتائج مقلقة.

بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، عن تجميد جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، توقعت بيانيما أن يرتفع عدد الإصابات الجديدة إلى 8.7 مليون شخص بحلول عام 2029، مع توقع وفاة 6.3 مليون شخص نتيجة للإيدز، فضلاً عن ارتفاع عدد الأطفال الأيتام بمقدار 3.4 مليون طفل.

تداعيات فقدان الدعم

وأوضحت بيانيما من أوغندا أن قطع التمويل قد يتسبب في زيادة انتشار المرض، إذ ينبغي على الحكومة الأمريكية إعادة النظر في سياساتها لحماية الأرواح. وأضافت أن فقدان الدعم أدى فعلًا إلى “ذعر وخوف وارتباك” في الدول الأفريقية الأكثر تأثراً، مما أثر على جهود التصدي للفيروس.

في سياق متصل، أشارت إلى أن الوضع في كينيا شهد تسريح 550 شخصًا من العاملين في هذا المجال، بينما توقفت خدمات آلاف آخرين في إثيوبيا، مما أعاق قدرة مسؤولي الصحة على التعامل مع انتشار الوباء.

المخاطر الكارثية

واعتبرت بيانيما أن فقدان الدعم الأمريكي سيؤدي إلى أضرار جسيمة، حيث تمثل المساعدات الدولية، التي تتصدرها الولايات المتحدة، نحو 90% من التمويل لبرامج مكافحة الإيدز في العديد من الدول الأفريقية. تجدر الإشارة إلى أن نحو 400 مليون دولار كانت تُخصص لدول مثل أوغندا وموزمبيق وتنزانيا.

ولفتت إلى إمكانية التعاون مع الحكومة الأمريكية إذا كانت ترغب في تقليل إسهاماتها، وأكدت أن انسحاب الولايات المتحدة من البرامج العالمية يُعتبر أزمة كبرى. كان التأخير في حصول الدول الفقيرة على الأدوية اللازمة هو الأزمة الأكبر قبل هذه المرحلة.

أسلوب الوقاية الجديد

وفي ظل هذه الظروف، تحدثت بيانيما عن “أداة الوقاية السحرية” المسماة “ليناكابافير”، وهي حقنة تؤخذ مرتين سنويًا وتوفر حماية كاملة ضد فيروس الإيدز. تعتبر هذه الأداة فعّالة لدى النساء وتضاهي فعاليتها مع الرجال، مما قد يساعد في القضاء على الفيروس كأزمة صحية عامة خلال السنوات الخمس المقبلة.

كما أشارت إلى أن “ليناكابافير”، التي تُسوق تحت اسم “صن لينسا”، تم تطويرها بواسطة شركة “غيلياد” الأمريكية. وأكدت أهمية المساعدات الدولية التي ساعدت الشركات على الابتكار، معربة عن أسفها لعدم فهم الحكومة الأمريكية لاقتصادية تمويل البرامج الصحية.

دعوة للتدخل

ناشدت بيانيما الحكومة الأمريكية إعادة النظر في قراراتها، مشيرة إلى أن المساعدات الخارجية تشكل أقل من 1% من إجمالي الميزانية الأمريكية. وأوضحت أنه “لماذا يجب إحداث هذا الاضطراب بسبب مساعدات تمثل 1%؟”.

ورغم عدم وجود بديل حتى الآن من أي دولة أو جهة مانحة أخرى لتعويض فقدان الدعم الأمريكي، تخطط بيانيما لزيارة عدة عواصم أوروبية للتواصل مع زعماء العالم. وشددت على أن “الأرواح ستفقد” في حال عدم اتخاذ أي إجراء لتعويض الدعم المُحسّن في معالجة الإيدز.

اقرأ أيضا

اخترنا لك