تتزايد المخاوف في الأوساط اللبنانية من مقترحات مطروحة، بعضها علني والآخر في الغرف المغلقة، بشأن حل أزمة سلاح “حزب الله” شمال نهر الليطاني، وذلك خشية الإبقاء على السلاح المتوسط والخفيف بيد عناصره، ومنحه مكاسب سياسية، مقابل الموافقة على التسليم وتجنب حرب مدمرة.
تساؤلات حول التطبيق
أثارت تصريحات المبعوث الأميركي توم براك، التي ذكر فيها أنه “ليس من الضروري نزع سلاح حزب الله، إنما الهدف هو منعه من استعماله”، علامات استفهام حول إمكانية تطبيق هذا الطرح، وموافقة إسرائيل عليه، خاصة مع التلويح المستمر بمعاودة القتال.
سبق تصريحات براك تداول لطرح مصري يتحدث عن “الخمول الاستراتيجي” في التعامل مع سلاح “حزب الله” شمال الليطاني بعد سحبه من الجنوب، وذلك في إطار مبادرة لتفادي جولة جديدة من الحرب، لكن هذا الطرح لم يلق تجاوباً من الحزب.
مخالفة لقرار الحكومة
يتعارض هذا الطرح مع قرار الحكومة اللبنانية الصادر في أغسطس الماضي، والذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، أي استحواذ الأجهزة الرسمية على أسلحة كل الميليشيات والمجموعات، سواء كانت لبنانية أو غير لبنانية.
رفض للطروحات المتداولة
يؤكد عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” الدكتور سليم الصايغ أن الطرح المتداول حول سلاح “حزب الله” مرفوض كلياً، لأنه “يضع الفتنة في الثلاجة، ويعطي الوقت الكافي للحزب لإعادة بناء بنيته الكاملة”، مشيراً إلى أن المشكلة ليست في نوع السلاح، بل فيمن يضغط على الزناد.
خطر الفتنة الداخلية
يضيف الصايغ: “كيف سيعيش بقية اللبنانيين مع السلاح الفردي والمتوسط الذي تم استخدامه في انقلاب 7 مايو 2007؟ ليس المطلوب إراحة إسرائيل، وأن يعيش لبنان تحت خطر الفتنة الداخلية الدائمة”.
“التنظيم العسكري الأمني، حتى ولو كان أعزل، مرفوض لأنه قادر على التحول تنظيماً بكامل العدة والعتاد في ساعات معدودة”، بحسب الصايغ.
المقاومة ليست حكراً
ويلفت الصايغ إلى أن “المقاومة ليست حكراً على حزب، فهي عقيدة قتالية للدولة اللبنانية، وعند اللزوم يتحول كل الشعب اللبناني شعباً مقاتلاً ضمن قوى الاحتياط في الجيش، كما هو حاصل في سويسرا”.
الموقف الأميركي الرسمي
تشدد حنين غدار، كبيرة الباحثين في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، على أن تصريحات توم براك تمثل رأيه الشخصي فقط، ولا تعكس الموقف الرسمي للإدارة الأميركية تجاه لبنان، موضحة أن المواقف الرسمية يعبر عنها السفير الأميركي لدى لبنان، ميشال عيسى، والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وتؤكد غدار أن “قرار نزع السلاح شمال الليطاني قرار نهائي، ولا يمكن أن يتم المماطلة فيه”، مشيرة إلى أن “الكونغرس الأميركي كان واضحاً لجهة إعادة النظر بالمساعدات الأميركية للجيش اللبناني في حال لم ينفذ ما هو مطلوب منه في هذا المجال”.
تمسك بالسلاح
في خطابه الأخير، جدد الأمين العام لـ “حزب الله”، نعيم قاسم، التمسك بموقف الحزب لجهة رفض تسليم السلاح شمال الليطاني، معتبراً أن اتفاق وقف النار “لحظ جنوب النهر حصراً”.
تمشيط الجنوب
يفترض أن ينهي الجيش اللبناني، وفق خطته لحصرية السلاح، تمشيط منطقة جنوب الليطاني الحدودية المتاخمة لإسرائيل نهاية العام الحالي، لينتقل بعدها لمعالجة حصر السلاح في باقي المناطق اللبنانية.
نزع السلاح الثقيل
يؤكد الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع، رياض قهوجي، أن “موقف واشنطن لم يتغير لجهة الإصرار على نزع سلاح حزب الله”، موضحاً أن السلاح المقصود هو “السلاح الثقيل، وبخاصة الصواريخ البعيدة المدى والمسيَّرات التي تستطيع الوصول إلى عمق إسرائيل”. أما باقي الأسلحة الخفيفة فهي لا تشكل أولوية.


