السبت 10 مايو 2025
spot_img

محادثات جديدة في القاهرة لبحث تهدئة Gaza

احتضنت العاصمة المصرية القاهرة محادثات جديدة بين رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، وطاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. تدور المناقشات حول إمكانية التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، عقب زيارة وفد من حركة “حماس” لمصر، حيث تم طرح رؤية شاملة تتعلق بإمكانية إنهاء الحرب مع هدنة تمتد بين 5 و7 سنوات.

وتشير تسريبات إعلامية إلى “تقدم جزئي” في المفاوضات، ولكن تواجه المحادثات أيضاً “قضايا شائكة”. وتأتي هذه المناقشات قبل أقل من أسبوعين من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، وهو ما يراه خبراء، كما أفادوا لـ”الشرق الأوسط”، دليلاً على إمكانية تعثر تلك المفاوضات بسبب تعنت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، دون ضغوط فعلية حتى الآن من واشنطن.

اجتماعات مكثفة

وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية” بإن الاجتماع بين اللواء رشاد وطاقم التفاوض الإسرائيلي جاء بعد زيارة وفد “حماس”، للبحث في سبل التهدئة وإمكانية وقف إطلاق النار في غزة، كجزء من الجهود المصرية والقطرية المكثفة لاستعادة الاستقرار في المنطقة.

وفي تصريحات لمصدرين أمنيين مصريين، أفادت وكالة “رويترز” أن المحادثات تشهد “تقدماً كبيراً”، حيث توافق الأطراف على العديد من القضايا الأساسية، بما في ذلك وقف إطلاق نار طويل الأمد. إلا أن بعض القضايا المعقدة، مثل سلاح “حماس”، لا تزال تمثل عقبة أمام الوصول إلى اتفاق نهائي.

تباين الآراء

في المقابل، تباينت التقارير الإسرائيلية بشأن تلك المعلومات، حيث ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن هناك شكوكاً حول صحة تلك المزاعم، وأكدت مصادر إسرائيلية لموقع “واللا” أنه لم يطرأ أي اختراق ملموس في المفاوضات.

وأوضح ممثل إسرائيلي لم يُذكر اسمه لموقع “واينت” أن إسرائيل لن توافق على هدنة تمتد لسنوات دون نزع سلاح “حماس”، مؤكدًا أن المعلومات حول تحقيق تقدم بين إسرائيل و”حماس” غير دقيقة.

استراتيجيات مليئة بالتحديات

يعتبر السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن زيارة الوفد الإسرائيلي تعكس إمكانية قبول بعض التصورات، لكنه أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتمتع بخبرة طويلة في إطالة المفاوضات دون تحقيق إنجازات ملموسة. وأكد أن القضايا المعقدة التي تطرحها إسرائيل، مثل نزع سلاح “حماس”، تتسم بعدم العقلانية في ظل عدم وجود دولة فلسطينية مستقلة بعد.

وأضاف رخا أن الضغط الأمريكي على نتنياهو قد يسهل الوصول إلى اتفاق قبل زيارة ترامب، لافتًا إلى أن مطالب “حماس” تتوافق مع الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل من أجل إنهاء الحرب على نحو شامل.

دوافع دولية

في الأثناء، تزايدت الأصوات الدولية الداعية لوقف الحرب في غزة. فقد دعا كل من رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، في بيان مشترك إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار، وإيجاد أفق سياسي جاد لإقامة دولة فلسطينية.

وفي تصريحات له، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضرورة العودة للتهدئة في غزة، بينما عبرت منظمة العفو الدولية عن أسفها لما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” التي تتعرض لها غزة من قبل القوات الإسرائيلية.

التحديات المتزايدة

وفي خضم هذه الضغوط الدولية، طرح الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، في لقاءين مع صحيفتي “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت”، فكرة إخراج نتنياهو من الساحة السياسية من خلال عرض صفقة يدفع بمقتضاها نتنياهو للانسحاب من الحياة السياسية مقابل عدم سجنه، وذلك كجزء من جهود تخفيف التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي.

ويتوقع مراقبون أن القضايا الدولية لن تتوقف عند مجرد الدعوة لوقف الحرب، بل ستضغط أكثر لتعزيز سلام دائم في المنطقة، خصوصاً مع تصاعد الخلافات في الدولة الإسرائيلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك