اجتمعت وزراء خارجية الدول السبع الكبرى، يوم الخميس في كندا، وسط توترات متزايدة داخل التحالف نتيجة السياسات الخارجية والتجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب. حيث يأتي هذا الاجتماع في وقت تبرز فيه تحديات اقتصادية وأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
خلافات هامة
افتتح الاجتماع بتهديد ترمب بفرض تعريفات قدرها 200 في المئة على المشروبات الكحولية المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي، إذا لم تتراجع الأخيرة عن فرض ضريبة على المنتجات الأمريكية رداً على الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألمنيوم الأوروبي. هذه الإجراءات المتبادلة تعكس تصاعد احتمالات دخول العالم في حرب تجارية.
تخللت الاجتماع شكاوى من وزراء الخارجية المشاركين، الذين أبدوا استياءً من سياسات ترمب. بينما شهدت صورة الاجتماع ابتسامات محايدة في منتجع ثلجي قرب نهر سانت لورانس، عكست الأجواء المتوترة.
دعم أوكرانيا
أكدت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، في بداية الاجتماعات أن “السلام والاستقرار” يتصدران جدول الأعمال، مشددة على أهمية دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي غير القانوني. كما أعربت عن ضرورة تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، نفى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، خلال زيارته لكندا، الشائعات حول احتمال مواجهة أجواء غير مريحة مع نظرائه، مضيفًا أن كندا سترفض التراجع أمام التهديدات التي أطلقها ترمب بشأن ضمها كولاية أمريكية جديدة.
رسوم جمركية متبادلة
جولي ذكرت أنها ستتناول قضية الرسوم الجمركية في كل اجتماع، بهدف التنسيق مع الأوروبيين والضغط على الإدارة الأمريكية. في المقابل، قلل روبيو من الانزعاج حول تصريحات ترمب، مشيراً إلى أنها تعبر عن وجهة نظر لا تعكس التوجه العام للاجتماع.
وبشأن الرسوم الجمركية، أكد روبيو أنها “قرارات سياسية” تهدف لحماية القدرة التنافسية الأمريكية، متوقعاً إمكانية التعاون الإيجابي مع الحلفاء في قضايا متعددة.
مخاوف بشأن العلاقات مع روسيا
يشتمل جدول أعمال اجتماع مجموعة السبع على مناقشة القضايا المتعلقة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأيضاً أوكرانيا وأوروبا. بينما تعتبر رغبة ترمب في إعادة روسيا إلى التحالف مدعاة للقلق بين بقية الأعضاء.
على الرغم من العقوبات المفروضة ضد روسيا، أشار روبيو إلى أهمية عدم استعداء روسيا وتجنب اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على استجابة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
جهود للتوصل لوقف النار
تسعى كل من بريطانيا وفرنسا إلى تشكيل “تحالف من الراغبين” لدعم وقف النار في أوكرانيا، بما في ذلك إمكانية نشر قوات على الأرض. ومن المقرر أن يتم عقد اجتماع افتراضي يجمع حوالي 20 دولة لمناقشة التقدم والخطوات المستقبلية.
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، على ضرورة وحدة مجموعة السبع لضمان عدم تحقيق أهداف بوتين في أوكرانيا، مشددة على أن “طريق السلام يمر عبر القوة والوحدة – وهي لغة يفهمها بوتين”.