في اجتماع حاسم عُقد في الدوحة، الخميس، اتخذ “مجلس الدفاع المشترك” لدول مجلس التعاون الخليجي قرارات مصيرية لتعزيز المنظومة الدفاعية المشتركة، والتصدي للتهديدات الإقليمية المتزايدة، ومواجهة التحديات الأمنية الراهنة.
تسريع منظومة الإنذار
يشمل القرار تسريع وتيرة عمل “فريق العمل الخليجي المشترك” المختص بتطوير منظومة الإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية، وذلك في خطوة استباقية لمواجهة التهديدات المتنامية.
كما يهدف القرار إلى زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية بين دول المجلس من خلال القيادة العسكرية الموحدة، مما يعزز القدرة على رصد التهديدات وتحليلها بشكل فعال.
تحديث الخطط الدفاعية
تقرر أيضاً العمل على نقل صورة الموقف الجوي لجميع مراكز العمليات في دول المجلس، وتحديث الخطط الدفاعية المشتركة بالتنسيق بين القيادة العسكرية الموحدة ولجنة العمليات والتدريب.
ستشمل الخطوات المقبلة تنفيذ تدريبات مشتركة بين مراكز العمليات الجوية والدفاع الجوي خلال الأشهر الثلاثة القادمة، يعقبها تدريب جوي فعلي مشترك لتعزيز الجاهزية القتالية.
إدانة الاعتداء الإسرائيلي
ناقش أعضاء “المجلس” الاعتداء الإسرائيلي الذي طال دولة قطر، واعتبروه انتهاكاً صارخاً لسيادتها وتهديداً لأمنها واستقرارها.
أدان “مجلس الدفاع المشترك” بأشد العبارات هذا “الاعتداء العسكري الخطير”، مؤكداً أنه “تصعيد خطير ومرفوض، ومخالفة جسيمة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
دعم قطري خليجي
أكد المجلس أن “الاعتداء على دولة قطر هو اعتداء على دول مجلس التعاون جميعاً، وتؤيدها في جميع الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذا الاعتداء، للحفاظ على أمنها والدفاع عن وحدتها وسلامة أراضيها”.
وشدد الأعضاء على أن “هذا الاعتداء يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة برمتها، وتعدياً على الجهود الدبلوماسية والوساطة التي تقوم بها دولة قطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين”.
أمن خليجي متكامل
أكد المجلس على أن “أمن دول المجلس كل لا يتجزأ”، وفقاً لما نصت عليه “اتفاقية الدفاع المشترك”، وقرر استمرار العمل والتنسيق والتشاور على كافة المستويات العسكرية والاستخباراتية.
تهدف هذه الجهود إلى استكمال تعزيز التكامل الدفاعي الخليجي، والعمل على تكثيف وربط الأنظمة الدفاعية لمواجهة كافة المخاطر والتحديات.
مواجهة التحديات
تضمن القرارات تحقيق أمن واستقرار وسلامة كافة دول المجلس، والتصدي لأي تهديدات أو اعتداءات محتملة تهدد استقرار المنطقة.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن المجلس يعمل منذ نشأته على مبدأ “أن أمن الخليج كُلٌ لا يتجزأ”، وأن أمن دولة قطر جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن الخليجي المشترك.
إدانة للانتهاك
أشار البديوي إلى أن ما تعرضت له دولة قطر “يعد اعتداء غادراً وانتهاكاً سافراً لسيادتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي استهدف المناطق السكنية التي تكتظ بالمدارس ورياض الأطفال والبعثات الدبلوماسية”.
كما أكد أن هذا “العمل العدواني” يمثل تصعيداً خطيراً ومرفوضاً ومخالفة جسيمة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهو ما جسدته المواقف الإقليمية والدولية المنددة بهذا الاعتداء وبيانات التضامن والدعم لدولة قطر.